منذ الطفولة ونحن نحلم أن نسافر بصحبة السيدة فيروز
نتنقل بين دروب كفر حالا بحثاً عن البنت اللي بتنسى حالها
لنصل إلى كرم اللولو نقطف العناقيد وبعدها نخّيم في المحطة بانتظار القطار الموعود
دائماً ما كانت يعتريني شعور الفرح وأنا أسمع تلك التسميات الرحبانية
لبلدات منها الافتراضي ومنها اللبناني الريفي الواقعي
الذي لطالما حلمنا أن تسمح ظروفنا بزيارته يوماً
تخطينا عبر الصوت الفيروزي الحدود وسافرنا دون الحاجة إلى تأشيرة
إلى عينطورة وبيروت وودفشنا السيارة دفشة في كحلون
لكن اليوم لم يعد حلم السفر مرتبط بتأشيرة وجواز سفر
ولم نعد نحن فقط من يحلم بالزيارة الفيروزية من الصغر
اليوم حدود الحلم تقلصت فإرتفاع البنزين المرتبط بإرتفاع أسعار كل شيء
مروراً بأسعار الحمير لاستبدالها بالسيارات باهظة الثمن
أصبح العائق ...
فعذراً فيروز ستبقين سفيرتنا لكننا لن نستطيع السفر معك إلى النجوم
فأسعار البنزين غالية حتى في الأحلام
وحكام عالمنا العربي يحاولون رفع أسعار البنزين
خوفاً من بوعزيزي جديد يشعل ثورة ياسمينية أخرى
اليوم سينام أعضاء الحكومة الاردنية هانئين
فلن يقدم أحد المسحوقين على حرق نفسه ... فالبنزين غالي
اليوم سيرتاح العاهل السعودي والامير القطري فالشعوب العربية
لن تنشد: " ع القدس رايحين شهداء بالملايين"
بل سننشد: " ع القدس مش واصلين ما معنا نعبي بنزين"...