"كل واحد صار مصور.. مش كل حدا مسك كاميرا صار يفهم بالتصوير.. ما شاء الله صار الكل حامل كاميرات!"
عبارات نسمعها كثيرًا تدفع بعضنا للابتعاد عن ممارسة هواية يحبها، خوفًا من الإنتقادات، لا أفهم ما سبب إنزعاج بعضنا من كثرة الكاميرات ولا أدري إذا ما كان التصوير بات حكرًا على المحترفين، وشطبت من قاموس الهوايات.
بحثت مطولًا خلال الأيام الماضية من خلال محركات البحث الإلكترونية عن مواد علمية حول كريمة عبود، لم أجد سوى القليل الذي بات الجميع يعرفه عنها خلال الأعوام الماضية، تعجبت كثيرًا فكيف يمكن لأول مصورة في تاريخ فلسطين أن تكون خارج عالمنا الالكتروني.
ربما صور كريمة عبود لا تشكل قيمة فنية في عالم التصوير، ولم تعرف كواحدة من المصورات الفوتغرافيات المميزات عالميًا، لكنها أعطتنا وجهًا آخر لفلسطين كنا نجهله، استطاعت كريمة بعدستها منحنا مصدرًا آخر وثق فلسطين بعناية خلال الحقبة الماضية، فإذا ما نظرنا للصور التي التقطتها كريمة عبود تلك المرأة التي اخترقت عالم الرجال لتكون أول سيدة تقف خلف الكاميرا في شرقنا، نجد أن صور النساء اختلفت بعدستها فصورة العروس التي نراها بصورة الزواج التقليدية المعلقة في كل منزل قد اختفت.
فهي منحت النساء أن يعشن مغامرة مميزة أمام عدسة الكاميرا، فنجد ابتسامة عريضة ووضعيات أكثر تحررًا للنساء فمع كريمة بدت تجربة الظهور أمام الكاميرا ممتعة أكثر.. فهي امرأة استطاعت أن تحرر النساء بمساحتها الصغيرة أمام العدسة.
ليس شرطًا أن تكون الصور احترافية وليس عيبًا أن احتفظ بحقي في امتلاك الصورة باضافة توقيعي عليها، فكل صورة هي توثيق لحياة نعيشها، ربما لن تضيف لنا في حاضرنا سوى ذكرى ممتعة كلما نظرنا اليها لكنها في مستقبل أجيالنا القادمة ستكون ارشيفًا يستند اليه.
لا تخجل/ي يومًا من التقاط الصور لبلادنا بعدسة هاتفكم الذكي ففي عالم الانستغرام الافتراضي العديد من الأشخاص حول العالم يعتقدون اننا مررنا من هنا يومًا ولسنا حاضر في هذه البلاد.. لا تخجلوا من التقاط الصور في مناسباتكم السعيدة فجميعنا يستمتع بمشاهدة البومات الصور الثقيلة التي تحتفظ بها جداتنا..
لكل منا حياة تستحق التصوير.. فقط وجه عدستك حيث شئت واضغط