الاثنين، 22 سبتمبر 2014

هون مقّص وهون مقص ... وبنت ألـ !!!

لن أدلي برأيي ولن أقم بفلسفة الحكاية، ساروي لكم ما حدث ولكن أن تفهموا المغزى.


"هون مقّص وهون مقصّ وبنت ألـ ..."، يومها جميعنا صمتنا ننتظر من يخرجنا من هذا المأزق، فهذه الأغنية الطفولية لا تغنى وسط جمع كبير من الناس، كنا حينها بإحدى التعاليل (الليالي التي تسبق العرس وفيها تجتمع العائلة للسهر والغناء والرقص وذلك تمهيدا وإشهارا للعرس).


وصمت الجميع حينها، فللأغنية نهاية معروفة، الجميع انتظر من التي ستتجرأ لتنهي الاغنية، حينها استمرت عمتي في الغناء " هوّن مقص وهوّن مقص وبنت القاضي بترقص رقص" !!!

ومنذ تلك الليلة لم أعد أغني الأغنية كما كنت افعل في الماضي، فبات لها وقع جديد غير تفكيري !!!



الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

المحطة الأخيرة له ... الأولى لصوفيا




عادة ما اكون مدينة لمحرك البحث "غوغل" لتذكيري الدائم بشخصيات أحبها، بمناسبة مرّ زمن طويل على آخر مرة كان لها وقعها بداخلي، كل ذلك يذكرني بها غوغل بتصاميم مميزة.

عند الساعة الثانية عند منتصف ليلة أمس قررت أن أنهي بحثي عن فيلم مميز لمشاهدته، فقد كنت أبحث عن فيلم رحلة الـ100 خطوة بطولة الجميلة هيلين ميرين، التي ورغم مشاهدتي للفيلم في السينما مرتين خلال أسبوع واحد، جذبتني للبحث يوميا عن الفيلم اذا ما توفر على الشبكة العنكبوتية، فلطالما أحببت مشاهدة الأفلام بصورة فردية أقوم خلالها بإعادة للمشاهد التي أرغب بتدوينها هناك بعيداً في الذاكرة.

فمنذ زمن طويل لم أشاهد فيلم يجذبني بهذه الطريقة، تقريباً 3 أعوام عندما شاهدت The Last Station للمرة الأولى، وللصدف أن البطولة كانت لهيلين ميرين التي تراني مفتونة بها وبذكائها السينمائي منذ وقت طويل، فهي براقة لدرجة تسحرك بكل دور تؤديه وتجعلك تفكر مطولاً كيف ستكون إطلالتها في فيلمها القادم.

عندما رأيت تصميم جوجل بميلاد ليو تولستوي لم أستطع منع نفسي من البحث عن الفيلم وتشغيله مرة آخرى لتبدأ الموسيقى التصويرية قبل أن تبدأ ميرين بالنزول عبر السلم الخشبي والذهاب إلى غرفة تولستوي في الطابق السفلي من القصر، تحاول الاطمئنان عليه وتقبيله والاعتذار منه، تمر المشاهد طويلة قبل ان نعرف سبب الاعتذار.

إلا انك لا تمل من متابعة المشاهد المتتالية التي تتنقل بين رفيق تولستوي الذي يحاول جاهداً معرفة ما تفعله صوفيا زوجة تولستوي لمنعه من تغيير وصيته بإنتقال ملكية عائدات مؤلفاته إليها بعد وفاته، وتارة يحاول إقناع ليو بتغييرها لتكون ملكاً للامة الروسية التي تكن لمؤلفاته الاحترام الكبير.

هنا يكمن الصراع داخلك فبعد قرأءة "آنا كارنينا" و"الحب والحرب" وبعد ان تشاهد صوفيا (هيلين ميرين) تعيد ذكرياتها وهي تعيد نسخ رواية الحب والحرب 7 مرات قبل نشرها، أيعقل أن يقوم ليو تولستوي كرجل بعيداً عن مكانته ومؤلفاته بالمقارنة بين زوجته والشعب، هل كان بذلك الغرور الذي يمنعه من تقدير سيدة وقفت إلى جانبه دائماً ليكون بنظر الحكومة الروسية بطل؟

لطالما كتب بالمؤلفات التي تتحدث عن حياة ليو تولستوي عن الخلافات التي حدثت بين الزوجين في السنوات الخمس الاخيرة من عمر تولستوي، تلك التي قرر خلالها تغيير وصيته وحرمان زوجته من عائدات مؤلفاته لصالح الحكومة الروسية، فالفيلم يؤخذك بعيداً لا تستطيع إتخاذ القرار فتارة تتعاطف مع صوفيا تلك الزوجة المفجوعة التي تكتشف مصادفة ان تولستوي كتب في مذكراته "انه لم يحب صوفيا قط" وتارة تزعجك بصراخها وصراحتها التي تجعلها غير قادرة على التفكير والنجاح بالسيطرة على عواطف تولستوي، متهما إياها بالغباء العاطفي.

البنت مالها غير بيت جوزها
لم أستطع أن أمسك عقلي من السخرية وانا أشاهد الفيلم من عبارة المجتمعية التي اسمعها يومياً تقريباً " هناك في بيت زوجك تبدأ الحياة الحقيقية، فهو ستعيسان سويا دون ان يقض مضجعكما أحد".

صوفيا لم تشعر بما تقوله أمي والأخريات، أو لعلها فعلت حتى السنوات الخمس الأخيرة من حياتها الزوجية، فكل ما كان تخلى عنه الرائع كريستوفر بلامير (تولستوي) وذلك بسبب النرجسية، لم استطع طيلة مدة الفيلم 112 دقيقة أن أتعاطف فيها مع تولستوي فقد كنت اميل إلى صوفيا، فهي الزوجة التي لم تتوقع يوماً ان تكون بكفة الميزان المقابلة لشعب كامل.


موسيقى وطبيعة روسية بحتة
الموسيقى (تأليف سيرغي يوفوشينكو) تسحبك بعيداً بين المشهد والآخر بمرافقة مشاهد من الطبيعة الروسية الساحرة، وكل ما تنتظره ما الخطة القادمة لصوفيا فهي قليلاً تستدرج تولستوي إلى غرفتها التي هجرها منذ زمن لتؤكد له انها رغم تغيرها بالشكل وبسبب العمر إلا انها ما زالت دجاجته الصغيرة (كما كان يناديها سابقاً)، وتارة نراها متهورة تستمع لحديث ليو مع رفيقه المستفز (بيو جياماتي) وتنزلق نحو النافذة هائجة بسبب رضوخ تولستوي لرفيقه وابنته التي تقوم بطباعة مؤلفاته.

لماذا لم أستطع تقبل أفكار ابنة ليو وصوفيا المؤيدة لتغيير وصية والدها لصالح الحكومة الروسية، هذا ما تسائلته بعد المرة الخامسة من مشاهدتي لهذا الفيلم، دون إجابة لكنني أرجح أنني أعود إلى عشتار الكبرى مغادرة أفكاري وانتمائي لأي شيء آخر، فها أنا اساند صوفيا بدل ان اساند شعباً سيقدر مفكره.

في النهاية أغلقت الحاسوب مع ابتسامة عريضة، فقد سعدت لنجاح صوفيا بعد 5 سنوات في القضاء للحصول على حقها بعائدات مؤلفات زوجها، رغم أنني كنت أرغب بنهاية أفضل بعيداً عن أروقة القانون، لكن المحطة الأخيرة لتولستوي كانت المحطة الاولى لصوفيا في حياة جديدة.

هي تلك المحطة الفاصلة بين الإصغاء للسان المجتمع والشعور بالذنب وبين قيامك بما ترغبين، فلك شيئا في هذه العالم قومي وخذيه.



لعلك تملك رأياً مخالفاً بعد ان تشاهد الفيلم، لكن كل ما أنا موقنة منه انك مجبرة على مشاهدة الفيلم ...