الأربعاء، 21 يناير 2015

كم جميل أن تعيش على نفس الكوكب معها ...


"رحلت فاتن حمامة" عنوان أعتقدت في بداية الأمر أنه اشاعة مثل سابقاتها على مدى السنوات التي قررت فيها فاتن الابتعاد عن الإعلام، عندها بحثت عن نفي الخبر الذي وجدته في عدة مواقع على الشبكة العنكبوتية، أرسلته لصديق محرر أحد المواقع الاخبارية التي سارعت لنشر الخبر في مجتمعنا العربي.
في تلك الدقيقة لم أبحث عن نفي الخبر لمصداقية ما كُتب، بحثت عنه تكذيباً للخبر في داخلي، عندها لاحقت بالأفق جملة الشاعر الفلسطيني الراحل طه محمد علي: " عندَما يرْحَلُ أحِبَّاؤُنَا ... كمَا رحَلْتِ ... تبدأُ في داخِلِنَا هِجرَةٌ لا تنتَهي".

لم نكن من سنوات طويلة نتوقع أن تعود سيدة الشاشة العربية إلى الاستوديوهات للتصوير، لكن كان شعور جميل أن تعيش بنفس الكوكب الذي تعيش على أرضه فاتن حمامة، بكل ما يحمله الاسم من جمال، أخلاق، أناقة، وأحاسيس متضاربة، كل ما في الأمر أنه كان أمراً مميزاً أن تشعر أن على الكوكب ما زال بريق الزمن الجميل بشحمه ودمه.

مجازر، مظاهرات، قنابل، أصوات قذائف وغاز مسيل للدموع هذا ما نراه ما أن نقرر فتح التلفزيون أو أية وسيلة إعلام حديثة أم قديمة واذا ما حالفنا الحظ لاختراق الحصار الأمني نجد فيلماً أمريكي عنيف يأخذنا إليه متلحفين بقسوة المشاهد، وكم هو شعور جميل بالأمان أن تتذكر أن على وجه الأرض أحياء لم يتأثروا بكل هذا ... لسنوات طويلة بثوا فيك روح، تبتسم كلما تذكرتها.

كم كان جميلاً أن تعيش معها على نفس الكوكب، بعد ان كانت لك: فاطمة، نعمة، منى، ابتسام والعديد عالقة في الذاكرة الجميلة بابتسامتها الرقيقة وعندما تحتاجها ما عليك سوى أن تكتب اسمها عبر موقع اليوتيوب لتجدها امامك، لتشعرك رغم الغابة التي نعيش فيها بأننا خارج هذه الدائرة بعيداً هناك.


يبدو للبعض أن الأمر مبالغ فيه وأن رحيل السيدة لن يغير بالأمر شيء، لكن ما أن تغلق عينيك لتفكر أن هذا العالم أصبح خالياً من كلاسيكية فاتن حمامة وشقاوة سعاد حسني وقوة الست وعظمتها ترعبك الفكرة .