الأحد، 27 يناير 2013

الدين لله والحجاب للعريس !!

لا أدري لماذا عادت بي ذاكرتي عندما أنهيت مكالمتي مع صديقتي المقربة، إلى ذلك النقاش الحاد الذي دار يوماً بيني وبين عمتي، واليوم لا أعرف لماذا رنت كلماتها لتصم أذني " عندما تصحو في الصباح إحداهن وتقرر أن ترتدي الحجاب بدون أحم ولا دستور فإعلمي أنها فقدت صوابها" ... يومها عاهدت نفسي أن لا أناقش عمتي يوماً باي موضوع، لا أكره علمانيتها بل أكره تعصبها لتلك العلمانية ...

كنت دائماً مع أن الله يهدي من يشاء لكننا لا نستطيع أن نهدي من نحب، لكن كلمات عمتي أخرستني وأنا اقفل هاتفي بغضب فأخر كلمات صديقتي التي أصبحت بنظر المجتمع " عانس" في عمر الـ26 كانت: " منى أنا سأخذ بنصيحة أمي وأرتدي الحجاب هو الحل الوحيد الذي يخلصني من هذا اللقب، لا يهم اذا كنت مقتنعة الاهم ان يقتنع العريس ..."

بتلك الكلمات أنهيت محادثتي وأنهيت علاقة دامت لسنوات، فتلك الصديقة التي اعتبرتها لسنوات طويلة صوت العقل، بالنسبة لي دمرت تلك النظرية بلحظة هاتفية موجوعة...

بعد أسابيع قليلة اتصلت صديقتي تدعوني لحضور حفل خطوبتها، كنت أرغب لأقول لها الكثير والكثير بغضب لكنني صمت ... 


ومنذ تلك اللحظة أحاول أن أتخلص من عبارتين ... عبارة عمتي وعبارة صديقتي !!

الجمعة، 11 يناير 2013

لو كانت بداية ظاهر العمر كنهايته ... !!


انتظرت عرض الفيلم الوثائقي ظاهر العمر الزيداني الذي عرض الاسبوع الماضي عبر شاشة قناة الجزيرة وثائقية بشغف، فذلك القائد الفلسطيني الذي غرق بين صفحات التاريخ، ولم ينتبه له أحد، على الرغم من أنه أبو القومية كما (ابقراط - اباً للطب)، فذلك القائد الفلسطيني الذي استحق دوماً أن يتم الحديث عنه، لا يتذكره سوى القليل من أبناء الشعب الفلسطيني ولا يعرف من هو سوى العشرات في العالم العربي.

فكرة الفيلم رائعة فالحديث عن ظاهر العمر ممتع، وشعورنا بوجود اشخاص من حولنا هم من سلالته أمر مشوق يشعرنا بان الشخصية أقرب الينا فهي منا وليست كأي شخصية تاريخية لا نستطيع أن نشعر بقربها، فهي لم تعش في فلسطين ولم تعرف مدنها كما عرفها الزيداني.


تابعت الفيلم ولكن بعد مرور 15 دقيقة على العرض تساءلت: " لو لم أكن أريد فعلاً أن أشاهد الفيلم ولو كنت أبحث عن شيء أشاهده ويسرق ساعة من الوقت هل كنت سأقوم بمشاهدته؟" سؤال جال في ذهني كثيراً ولكن عندما وصلت إلى نهاية الفيلم تمنيت لو أن نهايته كانت البداية.

فتلك النهاية المشوقة التي حملت كيفية تعامل المؤسسة الصهيوينة وقيامها بالعديد من الأبحاث حول ظاهر العمر كان مشوقاً لي أكثر من مؤرخ يروي لي محاضرة في التاريخ، على الرغم من أن الاستعانة بوجود المؤرخيين في الفيلم كان مفيداً جداً لكنه ليس للبداية.

حرملك للنساء في سرايا الزيداني دوماً أمر من امام قصر ظاهر العمر المحاذي للسرايا في البلدة القديمة في الناصرة وأبدأ بتخيل حياته العائلية، ففي ذلك القصر الكبير الذي ما زال مسكوناً هناك غرف سميت باسماء أبنائه السبعة، وشرفة كبيرة تطل على المدينة، فلماذا لم يصطحبنا المخرج الى تلك الغرف التي كان من المهم ان نراها ليكون ظاهر العمر اقرب الينا؟؟
ففي ظل المسلسلات التركية المدبلجة التي تصلنا حول تاريخ السلطنة العثمانية كان مغرياً لي أن أعرف اذا ما تمتع قصر ظاهر العمر "بحرملك خاص بالنساء"، أو اذا كان لزوجاته تاثيراً على قراراته أو .. وأو وأو...


ولماذا لم يصطحبنا المخرج في جولة داخل المسجد الابيض ومسجد طبريا الكبير لنتعرف على تلك المباني التي اختارها ظاهر العمر لتكون معالم راسخة في تلك المدن الفلسطينية؟

كنت سأتشوق وبشدة لمتابعة الفيلم حتى النهاية لو ان المهندس المعماري شريف صفدي حدثنا عن نمط البناء في عهد ظاهر العمر الذي يختلف ولو قليلاً عن النمط العثماني، ويترك السيرة التاريخية للمؤرخين البروفيسور محمود يزبك ود. عادل مناع اللذان اثريا الفيلم بمعلوماتهما.

أحفاد القائد النصراويون
أحفاد ظاهر العمر اعتقد انها كانت مفاجأة للمشاهدين بالتعرف إلى حقيقة وجود أحفاد لذلك القائد وهم اشخاص يمكن أن نلتقيهم يومياً أمر مميز، ولكن كنت أفضل أن استمع منهم إلى علاقتهم بالرواية التاريخية عن ظاهر العمر كيف وصلت اليهم وكيف يحاولون إحيائها، ورأيهم بإذا ما كانت هذه الشخصية قد أخذت حقها أو لأ بدل أن استمع إلى روايات تاريخية وصلتهم ايضاً من كتاب المحامي توفيق معمر.


ورغم تلك الملاحظات أعجبت جداً بمبادرة أن يتحدث فيلم من انتاج فلسطيني يضاهي انتاج الافلام الوثائقية حول العالم من جودة التصوير والتقنيات إلى زوايا التصوير ونظرة المخرج المميزة بنقله صوراً من لحم ودم بين الكم الهائل من المعلومات عن قائد فلسطيني أخاف الدولة العثمانية لدرجة أن ترسل اسطولاً لمحاربته، ولنقول في نهاية الفيلم " هل سيأتي زيداني جديد يصنع تاريخاً عربياً مشرفاً؟"




السبت، 5 يناير 2013

مشوار إلى الأعماق ...

منذ عامنا الدراسي الثاني كان هناك جولة محددة يجب علينا الذهاب اليها ... الى معالم مدينة الناصرة (مدينتي التي اعشق كل ما فيها) لكن هذه الجولات ما عادت تكفي ادماني لمعرفة هذه المدينة، فانا أعلم ان في كل مكان تبقى هناك اسرار لم تفشى تخبئها الجدران حتى ولو كنت تعيش فيه منذ زمن ...

اليوم كانت جولتي مختلفة إلى الناصرة مع المرشد الرائع أحمد مروات الذي قام بتنظيم جولة لكل من يحب التعرف لوجه مختلف لهذه المدينة التي ايقنت اليوم انها لم تتوقف عن عيش السيد المسيح فيها بل حملت من كل حقبة تاريخية ميزة، اليوم تعرفت عليها أحببت أن اشارككم بها:


منزل مؤسس المدرسة الانجيلية في المدينة



مدخنة أول فرن في الناصرة



مطل على المدينة 




والعديد من الجولات المذهلة التي لكل منهم حكاية سنرويها معاً في كل مرة