الجمعة، 11 يناير 2013

لو كانت بداية ظاهر العمر كنهايته ... !!


انتظرت عرض الفيلم الوثائقي ظاهر العمر الزيداني الذي عرض الاسبوع الماضي عبر شاشة قناة الجزيرة وثائقية بشغف، فذلك القائد الفلسطيني الذي غرق بين صفحات التاريخ، ولم ينتبه له أحد، على الرغم من أنه أبو القومية كما (ابقراط - اباً للطب)، فذلك القائد الفلسطيني الذي استحق دوماً أن يتم الحديث عنه، لا يتذكره سوى القليل من أبناء الشعب الفلسطيني ولا يعرف من هو سوى العشرات في العالم العربي.

فكرة الفيلم رائعة فالحديث عن ظاهر العمر ممتع، وشعورنا بوجود اشخاص من حولنا هم من سلالته أمر مشوق يشعرنا بان الشخصية أقرب الينا فهي منا وليست كأي شخصية تاريخية لا نستطيع أن نشعر بقربها، فهي لم تعش في فلسطين ولم تعرف مدنها كما عرفها الزيداني.


تابعت الفيلم ولكن بعد مرور 15 دقيقة على العرض تساءلت: " لو لم أكن أريد فعلاً أن أشاهد الفيلم ولو كنت أبحث عن شيء أشاهده ويسرق ساعة من الوقت هل كنت سأقوم بمشاهدته؟" سؤال جال في ذهني كثيراً ولكن عندما وصلت إلى نهاية الفيلم تمنيت لو أن نهايته كانت البداية.

فتلك النهاية المشوقة التي حملت كيفية تعامل المؤسسة الصهيوينة وقيامها بالعديد من الأبحاث حول ظاهر العمر كان مشوقاً لي أكثر من مؤرخ يروي لي محاضرة في التاريخ، على الرغم من أن الاستعانة بوجود المؤرخيين في الفيلم كان مفيداً جداً لكنه ليس للبداية.

حرملك للنساء في سرايا الزيداني دوماً أمر من امام قصر ظاهر العمر المحاذي للسرايا في البلدة القديمة في الناصرة وأبدأ بتخيل حياته العائلية، ففي ذلك القصر الكبير الذي ما زال مسكوناً هناك غرف سميت باسماء أبنائه السبعة، وشرفة كبيرة تطل على المدينة، فلماذا لم يصطحبنا المخرج الى تلك الغرف التي كان من المهم ان نراها ليكون ظاهر العمر اقرب الينا؟؟
ففي ظل المسلسلات التركية المدبلجة التي تصلنا حول تاريخ السلطنة العثمانية كان مغرياً لي أن أعرف اذا ما تمتع قصر ظاهر العمر "بحرملك خاص بالنساء"، أو اذا كان لزوجاته تاثيراً على قراراته أو .. وأو وأو...


ولماذا لم يصطحبنا المخرج في جولة داخل المسجد الابيض ومسجد طبريا الكبير لنتعرف على تلك المباني التي اختارها ظاهر العمر لتكون معالم راسخة في تلك المدن الفلسطينية؟

كنت سأتشوق وبشدة لمتابعة الفيلم حتى النهاية لو ان المهندس المعماري شريف صفدي حدثنا عن نمط البناء في عهد ظاهر العمر الذي يختلف ولو قليلاً عن النمط العثماني، ويترك السيرة التاريخية للمؤرخين البروفيسور محمود يزبك ود. عادل مناع اللذان اثريا الفيلم بمعلوماتهما.

أحفاد القائد النصراويون
أحفاد ظاهر العمر اعتقد انها كانت مفاجأة للمشاهدين بالتعرف إلى حقيقة وجود أحفاد لذلك القائد وهم اشخاص يمكن أن نلتقيهم يومياً أمر مميز، ولكن كنت أفضل أن استمع منهم إلى علاقتهم بالرواية التاريخية عن ظاهر العمر كيف وصلت اليهم وكيف يحاولون إحيائها، ورأيهم بإذا ما كانت هذه الشخصية قد أخذت حقها أو لأ بدل أن استمع إلى روايات تاريخية وصلتهم ايضاً من كتاب المحامي توفيق معمر.


ورغم تلك الملاحظات أعجبت جداً بمبادرة أن يتحدث فيلم من انتاج فلسطيني يضاهي انتاج الافلام الوثائقية حول العالم من جودة التصوير والتقنيات إلى زوايا التصوير ونظرة المخرج المميزة بنقله صوراً من لحم ودم بين الكم الهائل من المعلومات عن قائد فلسطيني أخاف الدولة العثمانية لدرجة أن ترسل اسطولاً لمحاربته، ولنقول في نهاية الفيلم " هل سيأتي زيداني جديد يصنع تاريخاً عربياً مشرفاً؟"




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق