الأحد، 8 ديسمبر 2013

تدوينة غير معترف بها / حنان حبيب الله

مها ونجاح وعفاف، سذاجتي وخوفي من الحيوانات جعلهن بسمة في ذاكرتي... 

بعد ان تقدمت مع زملائي باتجاه أول جمل شاهدناه في قرية أبو التلول غير المعترف بها في النقب، تلك القرية التي دخلناها في سيارة فولكس فايجن مع سائقها ابن القرية أبو رفيق الذي أصر ان يرافقنا في جولة القرية، شارحا لنا عن معاناة السكان في القرية اسوة بالقرى الاخرى في قصص شبيهة سمعناها في تلك القرى وخيّل لنا من الصور التي شاهدناها حال سكا
نها، الا أن ذلك لم يمنع ابو الرفيق من التوقف في زوايا من القرية بينها الجمل طالبا منا النزول من السيارة والتقاط الصور له، وفور تقدم الجمل نحونا دخلت الى داخل احدى ساحات المنازل القريبة هربا منه، لأجد أطفالا يلعبون في باحته تقدمت أحداهن مني فقمت بإخبارها انني دخلت المنزل خوفا من الجمل، فضحكت بصوت عالي وهي تقول لي " تعالي شوفي شو في بالداخل ".

 تقدمت معها ونحن ندردش عن الاسم والعمر بخطوات بطيئة اراقب بها الاطفال في زوايا عديدة، منهم من تلحف رمل الارض ومنهم من وقفت بجانب امها ولتساعدها في نشر غسيل تحت شجرة البيت ومن الزاوية الاخرى طفل يتأرجح بحبل علق من الشجرة. توقفت بجانب الام التي لم يتعدى عمرها ال 30 عاما، وحركت شفاهي بسؤال سخيف: " كلهن ولادك؟"، فأجابتني " عندي بس ست أولاد، 3 صبيان و 3 بنات".. "حنان، حنان " نادتني عفاف ، الطفلة التي أدخلتني البيت لتريني ما في داخله طمعا في صورة، وبعد أن وقفت قالت: "بدي تصوريني جوة"، وبعد ان تقدمت معها واذ بقطة تقف على باب المزرعة الموجودة داخل المنزل وقد لمحت بداخلها بقرة وأغنام وكلب، فقلت لها: " عفاف حبيبتي أنا بخاف من البسس، خلص بدي أطلع"، فضحكت وحملت القطة وتقدمت نحوي، وكرد فعل دائم مني عند مشاهدتي القطط بدأت بالركض باتجاه الباب، وهن يضحكن عليّ، وأمهن توبخهن، وهي تقول لي: " ما تخافي تعالي نشربك شاي".

 عند الباب وقفت عفاف وأخواتها من الداخل واذ بجملة كتبت على الباب، ( ما تدخلوا الباب بدون اذن منا)، فضحكت وسألتهن: " انا دخلت بإذن ولا لا"؟ . وقد أجابتني الام : "اهلا وسهلا فيكي، انا ما بعرف أقرأ ولا شفت شو مكتوب والبنات حبوكي وعم يمزحوا معك"، فأجبتهن: " بدي أرجع المرة الجاي واخليهن يلاقولي حل من الخوف من البسس الي منعني اكمل الجولة جوة". - تعلمت من الطفلات انه لا يجوز للغريب دخول المنزل بدون إذن، وابدا لم يعلمن انه هناك مخطط سيقوم بتغريبهن عن هذا البيت الذي ضمهن..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق