الجمعة، 29 أغسطس 2014

رحل طه بصمت




يوم أمس في عرض مسرحية "طه" في الناصرة الذي خصص لجمع التبرعات لجرحى غزة ... من حولك بقاعة العرض لم يتجاوز عددهم المئة، لن أبالغ إن قلت أن غالبيتهم وصلوا فقط ليساهموا بالتبرع دون أي معرفة مسبقة بينهم وبين "طه".

فأحدهم سأل آخرى: يقصدون محمد علي طه صحيح؟
وأخر يهمس لرفيقه: المسرحية قصة حقيقية؟

وتساؤلات آخرى ... كان مؤلم أن تدرك ان الغالبية لا تعرف من هو "طه محمد علي" والمؤلم اكثر عندما تجد الويكبيديا تذخر بمعلومات عنه باللغة الانجليزية وقصائده المترجمة وبعدها تبحث بالعربية لتجد فقرة هزيلة لا تتعدى الثلاثة أسطر.

بدأ العرض وظهر الرائع عامر حليحل على الخشبة يرتدي عباءة طه محمد علي، تحدث عن صفورية وعين الحلوة والناصرة وحيفا وأميرة ... التي ملأت الحضور شوقاً جارفاً.

فعندما كنت أرى ذلك الشاعر "الختيار" في معرضه التجاري بسوق الناصرة القديم لم أكن لأتوقع يوماً أنه عاشق ما زال حتى اليوم يناجيها.

عامر حليحل تنقل بنا بين طفولة الكتاب وحلم الشباب وعشق الحبيب ومن النكبة حتى النكسة حتى الانتفاضة بساعة زمنية.

طه كان يستحق هذا التكريم وهذا الرقي ... الذي آلمني أكثر أن الغالبية لم تشاهده.


تساؤلت كثيراً "هل ابتعاده عن السياسة والسياسيين هو ما جعله بعيداً عن الهيزعة المحلية التي يُطبل ويُزمر فيها لآخرين؟؟!!! "

كنت احلم أن يكون تكريمنا له أرقى واعمق ....

* بالصورة: الرائع عامر حليحل بشخصية طه محمد علي

الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

وشوشات إنسانية لـ72 ساعة






في الحرب بين ضجيج الصواريخ ورائحة الدخان في المساء الذي تضيء عتمته أضواء الطائرات في السماء، أقطع عهداً على نفسي أنني وفور إنتهاء الحرب سأحب وسأغرق في متاهاته فهو الوحيد الذي أشعر بفقدانه عندما يتغلب الخوف على أفكاري، ويبقى هو يلوح في الأفق بقربي.



واعد نفسي أنني فور إنتهاء الحرب سأحب  وأبتعد قليلاً عن صخب ذكريات الحرب
وسأهمس له بإحدى الأمسيات الهادئة أنه وعدي وأدريناليني في الحرب


فالحب لا يشبه الحرب إلا بالأدرينالين


لكن عند إنتهاء الحرب أعود إلى أغنيتي القديمة وكتابي الذي قرأته حتى الآن مرتين وأنسى وعودي


وكأنني لم أولد لاحب ...