السبت، 13 أكتوبر 2012

اللي بحطه الخرا ... بتجيبه المرة !!

عند غرفة الولادة بدأت بإقناعه بان مولدته جميلة جداً وعليه أن يراها، لم يعر كل ذلك إهتماماً فكل تفكيره كان منصباً كيف يمكنه أن يؤذي ذلك الطبيب الذي أكد له أن زوجته حامل بطفل.

لم تستطع أن تقوم بأي شيء فقد سئمت إقناعه بكافة الطريق الا واحدة استطاعت أن تهدأ ثورته فصرخت بوجهه بمثلنا الشعبي

" اللي بحطه الخرا بتجيبه المرة"
أي نوع الحيوان المنوي الذي يقذفه الرجل هو الذي يحدد جنس المولود

ضحكت طويلاً بردة فعله اتجاه أسلوبها المقنع، فإستدار وغادر المكان كانت تلك المرة الأولى التي اسمع فيها ذلك المثل فهو يفي بالغرض

لكن غصة علقت بذهني هل نحن بحاجة للتبرير بولادة طفلة وإقناعه شتى الطرق بالعطف عليها؟ 

هل ولادة طفلة تهمة تحتاج لشفيع أو لتبرأة؟؟ 

اليوم ونسائنا تغزون كل مجال علمي ومهني ونفتخر بهن ما زلنا نشعر بحزن فور اكتشاف أن جنس المولود أنثى ..ما زالت علاقاتنا الدبلوماسية تشهد توتراً مع التاء المربوطة التي تحاول التحرر منذ الآف السنين.

فهل نحن بحاجة لمثل شعبي قديم يحررنا من خطيئة ولادة طفلة ؟؟!!


الجمعة، 12 أكتوبر 2012

مقابلة عمل ...!!

لم أدرك من قبل أن سؤالاً عفوياً من الممكن أن يسعر ذكريات كنت اعتبرها لحظات عابثة مرت منذ زمن وطويت في الذاكرة، عاد إلى ذاكرتي ذلك الصوت الذي كان يروي بطولات غرامياته قاذفاً إياها تغتصب كل العفوية التي كنت أمارسها في تعاملي معه.

سؤال .. أشعل بداخلي شعور القرف ذاته الذي ما زال قوياً اتجاه صورته التي توقعت أنني لم أعد أذكر ملامحها جيداً.


أعتقدت أن كل ما كان طوي مع صفحة سوداء إنزلقت في أعماق الذاكرة، بعد أتقنت لغة التصدي لذلك التحرش الغير مباشر!!

لم أعامل نفسي من قبل بأنني متهمة عليها الدفاع عن موقفها، لكن اليوم صعقت من دفاعي عن نفسي بأمر لم أرتكبه، اليوم تلاشت بإجابتي على سؤال عفوي طرح بالصدفة، صورة القوة التي كنت أشعر بها عند نجاحي بصد غزواته اتجاهي، وظهرت بدلاً منها لمحة طائشة من ذكريات اعتبرتها اندثرت.

" لماذا تركت عملك السابق؟" سؤال طرح في مقابلة عمل أشعلت إعترافات ذاتي، فنعم أنا التي حاولت خلق حجج وهمية حول تركي لمكان عملي السابق، خلقتها وصدقتها فيما بعد، لكن السؤال جاء سريعاً جارحاً.

لم أتوقع أن تكون إجابتي صريحة، فبعد سنوات استطعت خلالها تخطي ذكرياتي لأقول انني لم آسف على تركي ذلك المكان الذي يشعل بي نار الاشمئزاز في كل مرة اضطر لإغلاق باب مكتبه بهدف جلسة تعمل تتحول للحديث عن غرامياته وعلاقته الجنسية مع زوجته وهو يتحسس صدره العاري الذي جعله ظاهراً من خلف جدران قميصه.

لم أندم على تركي لذلك المكان الذي كنت أعود منه بعد أن يقوم بلمسي بإدعاءات الممازحة لأقف ساعات طويلة أزيل تلك اللمسات القذرة عن جسدي تحت الماء.

خرجت من المكتب وأنا على يقين بأنها أغرب مقابلة عمل شاركت فيها حتى الآن ...!!


الجمعة، 5 أكتوبر 2012

لوين رايحين في فلسطين ... ؟؟


 

لفتا .. قرية مميزة بطبيعتها الساحرة بالقرب من القدس .. ما أن تدخلها حتى تشعر بعطر ازهارها التي تغطي ارضها بالربيع
قرية وادعة حاولت الحكومة الاسرائيلية هدمها العام الماضي لتقوم بمد خط للقطار في أرضها .. لكن أهلها الذين ما زالوا يحلمون بالعودة إليها قريباً تصدوا لأوامر الهدم .. فقررت المحكمة ان تبقي منازلها وتسميها " منطقة أثرية يجب الحفاظ عليها" ..

يوماً ما سنزور لفتا ونستمع إلى حكاوي الحاج ابراهيم إمام المسجد الذي ما زال يرفع الآذان من مسجدها في كل زيارة يقوم بها للبلدة

عرب ... الشمينت!!



" شوف هدول من عرب الشمينت" ..!!
عبارة وصلت إلى مسامعي عندما كنا نسير انا ووالدتي في البلدة القديمة في نابلس
حينها كانت والدتي برحلتها المميزة لذكريات الطفولة
كانت ترغب بزيارة ذلك البيت الكبير القريب من الحمام في البلدة القديمة

من زمن طويل وهي تخبرنا الحكايا عن " بيت الحجة"
صاحبة البيت التي كانت تزورها برفقة والدتها في الصغر

استوقفتني العبارة وسممت لي تلك الرحلة المميزة بطولها
بعد 65 عاماً ما زال يلقبنا البعض .. (عرب الشمينت)

حاولت أن أعود وكانت لدي نوايا غاضبة بشن هجوم على ذلك الصوت الذي لم اعرف صاحبه
لكن والدتي منعتني قائلة " هل جئنا لنعمل مشاكل"
نزلت عند رغبتها وانا اقاوم موجة الغضب بداخلي لكن عبارة " عرب الشمينت" بقيت تتردد على مسامعي منذ ذلك اليوم

نعم نحن عرب الشمينت
نحن عرب الشمينت الذين ما زلنا نقاوم بأرضنا التي لم يستطع أحد على إخراجنا منها
نحن عرب الشمينت الذين ما زلنا نتجرع الأمرين ونحاول مقاومة الترانسفير الذي ترغب اسرائيل بتنفيذه ضدنا بشتى الطرق
نعم نحن عرب الشمينت الذين قمنا بإحياء الذكرى الـ12 لاستشهاد 13 شاباً في هبة القدس 2000
طبعاً نحن عرب الشمينت الذين ما زلنا نحيي كل عام بالآلاف ذكرى نكبة شعبنا دون أن ننسى
نحن عرب الشمينت الذين لم نقطع روابطنا بأبناء شعبنا في الضفة الغربية والقطاع ومخيمات اللاجئين

نحن الذين نبتسم لرؤية أي فلسطيني ونرغب بالتواصل معه على الفور فقط لأنه " ابن بلدي"

  1. والآن لم يعد اللقب صعباً فكلي الفخر بأنني أنتمي لعرب الشمينت :)