نظرة واحدة إلى عيون شادي الدامعة يمكن أن تختصر أمامك معاناة وادي السياح بالكامل، فهو ذلك الطفل الذي يحاول أن يبحث عن طفولته بعيداً عن اوامر الهدم التي تقلق راحة والده
لم أستطع خلال زيارتي إلى وادي السياح أن اتجاهل الحزن الموجود في عيون شادي ابن العامين الذي لم يسمع عن اوامر الهدم التي تعلقها الحكومة الاسرائيلية على أبواب منزله، لانها أرادت السيطرة على أراضي عائلة (ابو عباس) الذين يسكنون وادي السياح من عشرات السنين.
حجة الإستيلاء على اراضي وادي السياح كانت روتينية اسرائيل بإمتياز ... فبيوت (آل أبو عباس) تقع بالقرب من بستان الخياط الذي يعتبر معلم طبيعي غاية في الجمال، وحماة الطبيعة الاسرائيلية قرروا الحفاظ عليه والمطالبة بوضعه كمحمية أثرية يجب حمايتها.
لم أستطع التركيز كثيراً وأهالي المنطقة يرون معاناتهم، كنت مشغولة بمحاولات فاشلة لتبديد حزن شادي الذي لم أنجح سوى للحظات بإقتناص إبتسامة عذبة من وجهه، كنت اتلفت حولي متسائلة هل يشعر شادي بالخطر الذي يهدد طفولته أم أنه يغفو عند غياب الشمس حاملاً معه أحلامه البريئة بمكان جميل للعب.
لم أستطع التركيز كثيراً وأهالي المنطقة يرون معاناتهم، كنت مشغولة بمحاولات فاشلة لتبديد حزن شادي الذي لم أنجح سوى للحظات بإقتناص إبتسامة عذبة من وجهه، كنت اتلفت حولي متسائلة هل يشعر شادي بالخطر الذي يهدد طفولته أم أنه يغفو عند غياب الشمس حاملاً معه أحلامه البريئة بمكان جميل للعب.
عدت إلى المنزل ونظرة شادي تشغلني فلم أستطع التفكير بأي من ما سمعته اليوم عن معاناة الأهالي في ظل اوامر الهدم التي تؤرق مساءاتهم، خشية أن تشرق الشمس في اليوم التالي وقرارات الهدم تصبح واقع منفذ ..
لم آبه بكل ما روي اليوم امامي ... فقضية وادي السياح هي شادي