الجمعة، 1 فبراير 2013

توتا ... توتا ... خلصت الحتوتة

بات أكثر طلب يخيفني هو ذلك الطلب الذي تطلبه من سما (5 سنوات) أحياناً بان أحكي لها حكاية، تتزاحم القصص في ذاكرتي، لإختار منها واحدة، ماذا سنحكي: ليلى الحمراء، بيضاء الثلج والاقزام السبعة، سندريلا، الأميرة النائمة... وغيرها الكثير ... أنفضها جميعها وأحاول أن ابدأ مع سما بداية لقصة جديدة لا تشبه قصص طفولتي.

قصص ذكرياتي كانت تبدأ دائماً بوصف مملكة سعيدة، فيها السكان يعيشون حياة رفاهية ويحبون الملك والملكة اللذان لا يؤرقهما في هذا العالم سوى سعادة أميرتهم الوحيدة التي يدعي لها الأهالي دائماً بالخير.

مملكة خالية من اللصوص والسيئين، والملك فيها يسهر على راحة المواطنين، فلا يرفع أسعار الوقود ولا يغير القوانين لتضمن بقائه في سدة الحكم، ولا يقوم بتهديدهم تارة بالتهجير من بيوتهم وتارة بالسلاح الكيماوي الذي تمتلكه المملكة المجاورة، فلا حرب تشغل بالهم ولا جدار يسد عليهم أشعة شمس الحرية.

دائماً كان يعكر صفو تلك المملكة السعيدة ساحرة شريرة جاءت من بعيد لتدمر المملكة او خطر خارجي يهددهم فيغتم الملك وتسوء أحوال الرعية لكنهم يبقون على محبتهم للزعيم دون أن تخلق معارضة ولا همس في السر ضد النظام مخافة أن يعتقل صاحب الفكرة بتهمة العمل على قلب نظام الحكم.

أخشى أن تكبر سما باحثة عن تلك المملكة النموذجية كما كبرنا نحن، فهي ممالك لم تعد موجودة سوى في ذكريات أطفال الثمانينات والسبعينات الذين كبروا باحثين عن تلك المملكة وذلك الملك، أبدأ قصتي الجديدة مع سما لا مملكة فيها ولا ملك ولا رعية ... عسى أن تكبر يوماً دون أن تصدم أحلامها بجدار الفصل العنصري، أو تنتظر أفكارها على الحاجز لتعبر مرفرفة بقيودها.


هناك تعليق واحد:

  1. الخيال مهم لسما حتى تبتكر اساليب للتغلب على الجدار و هدمة، أيضا الحواجز و الاحتلال اذا لم نحلم بقهره لتتولد لدينا الارادة للفعل ، تأملى بناء قرية باب الشمس ثم الكرامة وأمس حى المناطير.
    الخيال مهم للتغلب على المشاكل و الصعاب الموجودة فى الواقع.

    رضاقاسم

    ردحذف