الجمعة، 25 ديسمبر 2015

المصورين آخر السنة !



مصور محترف، هاوي تصوير او بتحب توثيق اللحظات الحلوة، السنة شارفت على الانتهاء، عندك شغل جامد لازم تعمله للسنة الجديدة لو سألتني شو مثلا رح احكيلك:

التقييم ثم التقييم ثم التقييم
تقييم شغلك للسنة الحالية، من أهم الامور اللي ممكن يعملها شخص في مجال معين هو تقييم ذاتي لنفسه ونقد قاسي عند اللزوم، راجع اللقطات اللي حصلت عليها واعطي لنفسك درجة على أن تجتهد اكثر في العام المقبل.

الثقافة الذاتية
ثقف نفسك، اعط لنفسك وعدا انك ستتعرف إلى 2 مصورين جدد، ستدرس تقنيات جديدة وتنفذها، حاول أن تسأل كثيرا فسؤال الآخرين لا يعني انك غير جيد بل يعني انك مجتهد، ما تفكرش اذا بقيت ساكت حد رح يعلمك بسهولة!

معدات
احصر معداتك قم بتنظيفها وحاول حصر المعدات الجديدة التي يجب عليك شرائها في العام الجديد، في هذا الجرد الشامل حاول أن تحدد بعضا من المعدات الخاملة التي لا تستخدمها وقم ببيعها، فهي ستساعدك ايضا بشراء المعدات الجديدة.

خطة العمل
خطة العمل مهمة جداً في التصوير، قرر أهداف السنة الجاي بالنسبة لك، على سبيل المثال: سمي هذا العام باسم نوع تصوير معين وخلي هدفك في نهاية السنة الجاي أنك تبرع في هذا النوع ويكون عندك مجموعة حلوة من هذا النوع في التصوير، خطة العمل تمنح الانسان بأي مجال التنظيم والدقة.

ابني نموذجك الخاص
من حق كل مصور هاوي او محترف في بداية مشواره أنه يجرب كل مجالات وأنواع التصوير، لكن بعد اكتساب الخبرة يبقى لزاماً عليك اختيار مشوارك، شوف بأي مجالات التصوير أنت بارع وطوره ما تبقاش ضايع، خلي عندك بصمة في مجال واحد بس!
اذا أنت بارع في تصوير البورتريه طوّر نفسك بهذا المجال.

عينيك بالشارع مش بالتلفون!
واحدة من النصايح الدائمة اللي بحكيها لكل مصور وخاصة المصور الصحفي، لما تكون بالشارع عينيك وعدستك وحواسك مصوبة ناحية الشارع، لأنه هناك رح تلاقي الصورة المطلوبة، عينيك مش بالتلفون لأنه ساعتها رح تخسر لقطات مميزة غابت عنك وأنت ملتهي!


وكل سنة وأنت إلى التصوير أقرب :)

الخميس، 24 ديسمبر 2015

خطوات لتبدأ سنتك بضمير مرتاح!




كلنا بانتظار السنة الجديدة، بعد عام مليء بالأحداث والتغييرات في حياتنا جميعا، لا عليك فالآن أمامك عام كامل جديد بانتظارك يستحق استقبال يليق به منك:


لخص، صنف وقيّم
قم بجرد كامل لعامك الحالي، يحتاج هذا العام الدسم لتلخيص في نهايته، اجلس لوحدك حرر الذكريات التي حملتها معك من العام الماضي، صنفها ايجابيا وسلبيا وكم كنت راضي عن نفسك فيها.

لا تقل أتمنى
ورقة وقلم اكتب عليها 10 اعمال ستقوم بها خلال العام الجديد، اخبر نفسك بأنك ستقوم بها لا تقل اتمنى القيام بها، فقط كن قويا ومجازفا.
لا تجلس وحيداً ومكتئباًاختر طريقة تحتفل فيها مع أصدقاء او عائلتك بانتهاء العام لا تجلس وحيدا ومكتئبا، حتى لو لم تكن قادرا على السهر خارج المنزل اختر ساعة ملائمة فالاختفالات ستكون مناسبة طوال هذا اليوم.

دلل نفسك تجدها
قم باختيار هدية ترغب باهدائها لنفسك، اطلب من البائعة تغليفها وانتظر العام الجديد لفتحها، انسى تماما انك اشتريتها لنفسك ما تستناش حدا يدلعك، دلع نفسك بنفسك!

الثلاث ورقات
اختر 3 صفات محتاج تغيرها بنفسك او تشتغل عليها شوي بشخصيتك وابدا بدون تأجيل لتغييرها أو ترميمها.
وكل سنة وانتو طيبين :)

الجمعة، 6 نوفمبر 2015

لبنان أمام امتحان الميادين



عرابسات تقرر وقف بث قناة الميادين بعد تهجم ضيف ايراني على آل سعود!
من هنا بدأ الخبر وهنا انتهى، الميادين إحدى أقوى القنوات الاخبارية العربية في الآونة الأخيرة، وتجربة جريئة بين قناتين عملاقتين كالعربية والجزيرة كان علينا الوقوف إلى جانبها، حتى لو اختلفنا معها على موقفها السياسي وطروحاتها.
لماذا قامت الدنيا على الحكومة المصرية عندما أغلقت مكتب الجزيرة في القاهرة؟ لماذا لم تدعي عرابسات ان الجزيرة تحرض ضد الشعب المصري وتقرر وقفها؟
أم الأمر مقتصر على سلطة الدولة اللبنانية كونها مستباحة، فيمكن لأي يد خارجية أن تأرجحها يميناً وشمالاً؟!!

سؤال يدور في ظل الأزمات التي تتراكم على الشعب اللبناني دون أن تحاول الحكومة إيجاد الحلول لها، فهذا الشعب العنيد يحاول جاهداً التخلص من أزمة النفايات، البطالة، اللاجئين، الكهرباء وأخيرا قمع حرية التعبير عن الرأي وكأن هذا ما كان ينقص لبنان.
الميادين تلك القناة التي بدأت مشروعاً مميزاً لبرامج متنوعة وخط سياسي عقلاني في ظل المشاريع العربية الاخرى التي تشتم يومياً وتفتح بثها للرأي والرأي الآخر، وأصبح موظفيها نجوماً في سماء التنظير للحريات في العالم العربي من المحيط حتى حدود الخليج، كل هذا لم يدعو عربسات للتلويح بقرار إيقاف بثها.

اليوم يقف لبنان أمام امتحانه الصعب فإما أن يستطيب له العبث الخارجي أو يقف إلى جانب الحريات فهل ينجح بلد الكرامة والشعب العنيد في إتخاذ القرار الصائب؟


التزمنا بالاضراب ولكن ...



وبلحظة فجائية متوقعة أعلنت لجنة المتابعة لقضايا الجماهير العربية في البلاد، الاضراب تنديداً بالأحداث الاخيرة التعسفية التي يقوم بها الاحتلال.
كنت أطمح لأن تكون ردة فعل لجنة المتابعة أكثر إبداعاً وتشويقاً للجماهير التي انتظرت القرار المتأخر، فبعد أيام من العنف المستشري والتحريض والعنصرية عقدت لجنة المتابعة اجتماعها لتخرج بالخطوة ذاتها كما في كل مناسبة "الاضراب" !

وفي كل مرة تعلن لجنة المتابعة الاضراب اتسأل لماذا؟

- أليس الأنجع أن تفتح مدارسنا أبوابها لالآف الطلاب وتقوم المعلمات بإطلاعهم على ما يجري من تطورات؟ يكفيك أن تنظر إلى أحد الشوارع في الناصرة لتدرك مأساوية الاضراب وأنت تراهم يلعبون.

- أليس الأنجع أن تفتح المدارس أبوابها رأفة بالأمهات العاملات اللواتي منعن من المشاركة بالاضراب والتغيب عن العمل في هذا اليوم، ليحتاروا ويستنجدوا بفلان وعلان لحل أزمتهن بالجلوس مع اطفالهن.

- إضراب لم يضر سوى "ابو يوسف" جاري صاحب البقالة الصغيرة في الحي وصاحب المخبز القريب من منزلي الملتزمان بالاضراب كغيرهما، ليخرج المئات للبحث عن احتياجاتهم في شبكات التسوق الاسرائيلية العملاقة، فقلب مدينة "نتسيرت عيليت" الكبير فتح ذراعيه لأبناء الناصرة والبلدات المحيطة لاستيعاب حاجياتهم التي لم يتوقفوا عن شرائها بالاضراب.

 إضراب، إضراب، إضراب ومع ذلك التزمنا بالقرار على أمل أن تحاول لجنة المتابعة لاحقاً مناقشة طرق التنديد وابتكار طرق أكثر ملائمة لكل حالة على إنفراد.


الأحد، 24 مايو 2015

بيان #لن_تسقط_أم_الحيران رقم (1)


#لن_تسقط_أم_الحيران 


أهالي أم الحيران هنّي جزء من عشيرة أبو القيعان البدويّة. لحد سنة 1948 كانوا ساكنينفي قرية "خربة زُبالة" وتهجّروا منها لمنطقة السياج في النقب. في سنة 1956 أمر الحاكم العسكري أهالي القرية بأنهن يسكنوا بالمنطقة يلي هم فيها اليوم - منطقة وادي عتير. هيك، باختصار، وُلدت قرية عتير-أم الحيران.
في سنة 2002 قررت الحكومة تقيم بلدة يهوديّة. من كل المناطق الشاسعة الفارغة المحيطة بعتير-أم الحيران، ما لاقت إسرائيل غير مكان هلقرية. قررت تهدمها، تهجّر أهلها وتبني مكانها مستوطنة "حيران". اليوم، على مسافة 8 كيلومتر بعيد عن أم الحيران، في بؤرة استيطانيّة اسمها "حيران" بسكنوا فيها جماعة تابعة للمستوطنين في الخليل، وبستنّوا نتهجّر عشان يجوا يسكنوا محلنا.
من يومها وأهالي القرية بترافعوا بواسطة مركز عدالة في المحاكم. في البداية قالت الحكومة الإسرائيليّة إنه إحنا دخلنا الأرض بشكل غير قانوني، وإنه هاي المنطقة مش معدة للسكن من ناحية خرائط هيكلية إنما منطقة طبيعة مفتوحة. بناءً على هاي الادعاءات، قررت هدم قريتنا. خلال سنوات طويلة أمام المحاكم نجحنا نثبت أولًا أنه المنطقة معدّة للسكن وإقامة بلدة يهوديّة، ومش منطقة طبيعة مفتوحة. وثانيًا أثبتنا إننا دخلنا الأرض بشكل قانوني ورسمي وبأمر من الحاكم العسكري الإسرائيلي... ومع هيك، قررت المحكمة العليا بعد 13 سنة مرافعة إنها تبقي على قرارات الهدم والتهجير. وهذا بثبت انه القرار من البداية هو قرار سياسي، ما اله علاقة بالمنطق ولا بالقانون - إنما قرار بدافع عنصري واضح: "تنظيف" الأرض من العرب.
رغم كل هذا، بعد عنّا أمل كبير. مع بعض، إيد بإيد، منقدر نمنع التهجير ونمنع الهدم. انشروا قصّتنا، احكوها لصحابكو، قرايبكو، زملاءكم في العمل. بدقيقة واحدة، ممكن تساعدوا بحماية القرية، وتخلّوا بيوتها عامرة.

في يوم، في شهر، في سنة !!

 في مشاهد يومية منمرق عنها وفوراً منربطها بكلمة، جملة، أغنية وحتى لو تكرر المشهد يومياً ما بتتغير الجملة اللي إخترناها.

الصور الموجودة بالألبوم تجمعت على مدار سنة وولا مرة فكرت أنه ممكن أعمل هاي الفكرة لحد ما عرضت الصور على صديقة واكتشفت أنه عنا عبارات، ذكريات، تعليقات مشتركة على بعض الصور.







الأحد، 19 أبريل 2015

شادية في ليلة نيسانية متقلبة المزاج !





وكررتها مرة آخرى أشد قسوة من التي سبقتها: "انت ما كنتش بالنسبة لي حبي الغالي .. انت حياتي وربيع عمري وكل آمالي".

عندها توقفت الارض عن الدوران ولم أسمع من الأغنية التي بقيت شادية تدندنها عبر إحدى التطبيقات الموسيقية في هاتفي.


ألم تكن أنت ايضا ربيع عمري وكل آمالي أتذكر عندما أخبرتك أنني أحبك لم أجد صعوبة بالرغم من أنه مرة على استعمالي لهذه الكلمات سنوات طويلة خلتني لم أعد استطيع نطقها، معك خرجت لوحدها دون تردد خجل وقلق من أن تسيء فهمها.


أعتقد أنها ليلة نيسان متقلبة المزاج، بائسة لن تمر بسلام وسط عاصفة الذكريات التي تجتاحني، فلدي القدرة على تمييز رائحة الحنين عن بعد فهذا موسمه وجوّه (عتمة، برد ووحشة).


وعلى سيرة الروائح أتذكر عندما عانقتني لأول مرة بعد عودتك من السفر قبلتني وأخبرتني بأن رائحتي جميلة ومنذ لقائنا الأخير غيرت عطري 4 مرات لأنسى تلك الرائحة وذلك اللقاء لكنني حتى الآن لا أستطيع الثبات على نوع من العطور فلم أجد واحداً ينسيني رائحة الحنين.

خفة دمي مقابل ثقل وزني ... معادلة مجتمعية بامتياز !!



غريبة هي تلك النفسيات التي نعيش فيها، اليوم عثرت على صور قديمة لي، كنت ما زلت غير معلنة لحالة الطوارئ ولم أتعدى الخطوط الحمراء لوزني، تأملتها جيدا واكتئبت.
طبعا في كل مرة يصيبني هذا الاكتئاب اللعين أذهب للجلوس ساعة أمام الثلاجة والخروج من المطبخ بوجبة حلوة المذاق تعويضاً لنفسي ولأعصابي على حرقها لساعة من الزمن، هذه المرة قبل أن أذهب نحو الثلاجة جلست لساعات طويلة افكر كيف طُرق ناقوس الخطر بمدة زمنية قصيرة، كيف أصبح الأمر محرجاً لهذه الدرج؟ لكن دون إجابة.

كل هذا لم يزعجني بقدر غضب أمي من سؤالي الاستنكاري لها بعد رؤيتها للصورة، الأمر الذي جعلني أخفف من وقع غضبها بوصلة مزاح جعلتها تتضحك موبخة.

لماذا كان لزاماً علّي أن أقوم بدور البهلوان، خفيف الظل لأخفف من وطئة وزني، في محيطي العلاقة الطردية الناجحة لأصحاب السمنة الزائدة (خفة دمك مقابل ثقل وزنك)!

ففي أي دائرة اجتماعية على صاحب الوزن الثقيل أن يتخطى غمزات ولكزات المجتمعين والمجتمعات بالاعتراف بالوزن الثقيل وسط موجة من النكات بعدها تأتيك النصائح الغذائية من حيث لا تعلم، وأكثر ما يجعل خلايا دماغي الرمادية تضحك صاحبة الوزن المأساوي التي تقنع نفسها بأنها خف الريشة وتبدأ باعطائي النصائح الغذائية وهي تقول لي: " انظري إلى كسمي رغم أنني ينقصني التخلص من كيلو أو اثنتين افضل"!!

أما أمي العزيزة وصديقاتي وقريباتي القلقات على مصيري الاجتماعي، اللواتي يعتبرن أن فارس الأحلام سيأتي وبخرج حماره الأبيض ميزان، ودبلة الأحلام معلقة بتلك الغرامات الزائدة فبكفة آخرى من يومياتي التي أستمع فيها للنصائح الاجتماعية وتخوفاتهن.

أعزائي المحيطين بي، أيها السيدات والسادة نعم يا كرام، شكراً لتعاونكم ومجهودكم بالنصائح التي ترفرف علّي من كل حدب وصوب، لكن أنا السمينة والسمينة جداً لدي من الثقة بالنفس الكبير لأضرب ناقوس الخطر وحدي وأعرف ما علّي فعله، دون مساعدتكم إذا أردت ذلك.



 

الأحد، 12 أبريل 2015

نجحت هيلين ميرين بينما فشلت أنا !!




ما أن أطفئت الأضواء في قاعة السينما في حيفا حتى أدركت أننا أمام فيلم صهيوني بحت، شاهدت اعلان الفيلم مراراً قبل أن أعرض على صديقاتي مشاركتي بمشاهدة الفيلم لكنه ليس أول فيلم أشاهده يتحدث عن الهولوكوست بدون طبعة الصهيونية التي تغلفه، وأنا أعشق البريطانية "هيلين ميرين" فكيف لي أن أترك الفيلم !!
يبدأ الفيلم لقطته الأولى وماريا تتلو كلمتها امام قبر شقيقتها في ولاية كاليفورنيا، وتشارك برمي التراب على التابوت الأرستقراطي الذي يحمل نجمة داوود الحمراء، لتبدأ الرحلة مع تساؤلات واضرابات طيلة عرض الفيلم.
كان لابد لي أن أكتب تلك التساؤلات بعد خروجي من الفيلم مباشرة، لكنني فضلت الانتظار لأيام علها تسكن كعادتي بعد مشاهدة أحد الأفلام، وأنسى أن أكتب.


The Queen في الستين 
تعجبني عبقرية هيلين ميرين، التي حازت على جائزة الأوسكار في الستين من عمرها عن دور الملكة اليزابيث في فيلم " The Queen" لتقم بنفس العام بأداء دور صاحبة بيت الدعارة الأول في ولاية نيفادا بالثمانينات لتقوم بأجرأ مشاهد أدتها فنانة تجاوزت الستين في "Love Ranch"، لتتألق بعدها بالعديد من الأدوار المتنوعة بين الكوميديا، الاجتماعي والأكشن.
ورغم تأديتها لفيلم صهيوني في السابق " The Debt" إلى أنني وكالعادة أعجبت بأدائها كعميلة للموساد الاسرائيلي التي تدعي مع رفاقها بتأديتهم لمهمة عسكرية في أوكرانيا، بقتلهم دكتور نازي إلى أنها بعد 30 عاماً تكتشف أن الموساد علم بعدم تنفيذهم للعملية وتأمر بتنفيذه.
ومع كل فيلم يتجدد لدي ذلك الخليط بالشعور بالذنب وإفتتاني بأدائها واتقان الفيلم إخراجاً وحبكة وتصوير، وبين ترجمة عقلي الفورية لكل مشهد يجسد الظلم النازي لليهود في أوروبا إلى يومنا والظلم الصهيوني للفلسطينيين.

بين جنين وفيينا 
يروي فيلم "  Woman In Gold" سيرة ماريا ألتمان اليهودية التي فرت من فيينا التي عاشت فيها مع عائلتها الاستقراطية التي عاشرت كبار الفنانين والأدباء في تلك الحقبة لتأتي النازية وتحجز على أملاك العائلة وتبقيهم رهن الحبس المنزلي، تنجح ماريا وزوجها مغني الأوبرا بالهرب من فيينا نحو الولايات المتحدة لتقضي هناك 50 عاماً.
بعد مشاهدتها لوثائقي عن لوحة  "أديلي" للفنان غوستاف كليمت تقرر ماريا استرجاع لوحات عمتها السيدة صاحبة الصالون الأدبي "آديلي بلوخ باور" التي اتخذها كليمت كموديل لاثنين من أعمال البورتريت الشهيرة، وتعد لوحة "أديلي أو المرأة الذهبية" إحدى أغلى اللوحات في العالم والتي اشتهرت بكونها "موناليزا النمسا".

وتبدأ معركتها مع السلطات النمساوية التي تعترف بملكية عائلة ماريا التمان - باور للوحة في الماضي، وإمتلاكها اليوم في متحف العاصمة فيينا أمر قانوني، لتستطيع بعد أعوام ماريا الحصول على اللوحات وعرضها في متحف نيويورك.

ومرة آخرى تنجح ميرين وأفشل أنا بمغادرة القاعة وعدم إكمال الفيلم، ففي كل مشهد فلاش باك تعود فيه ماريا لشبابها ونازية فيينا اسأل نفسي: " هل عليّ أن أتعاطف؟" وبصمت متخاذل أعود لأكمل الفيلم.

توقفا عند أحد الحواجز للتفتيش اثناء الهرب قلت في نفسي عندها: " ما الفرق بين وقفتهما ووقفتي تحت المطر بانتظار التفتيش على حاجز الجلمة عند خروجي يوم أمس من مدينة جنين؟!".

ابتسمت لانتصاري هذه المرة وأكملت المشاهد التالية، انتهى الفيلم اشعلت الأضواء وسارعت للخروج من القاعة لأقنع نفسي أن تخفف من وقع الشعور بالذنب، كنت أولى الواصلين إلى الباب وكأنني افتح باب الجنة خرجت مسرعة.

لربما أن تكون أقوى مشاهد ميرين تلك التي لم تنطق بها، فقط متابعة بريق عينيها الذي يعيدنا إلى الفترة النازية يجعلنا قادرين على الإمعان بالفيلم، وذلك الشبه الرائع بينها وبين الممثلة البرازيلية التي تؤدي دور ماريا الشابة يجعلنا مذهولون أمام عبقرية المخرج سايمون كيرتس، ونعود لسؤال جديد هل سيكون لدينا تلك الطاقات لإنجاز أفلام تضاهي عبقرية هذا الفيلم عند العودة؟ هل سيكون لدينا لوبي في أنحاء العالم قادر على دعم هذه الأفلام، وهل ستوافق هيلين ميرين على دور البطولة في فيلم فلسطيني؟ السؤال الأخير كان جوابه حاضراً فلا أستطيع أن أتخيل أنها ستكون على قيد الحياة عندما ننال تلك الحرية.

شعب الجبارين !
وبين رضى حنان الإنساني المتطرف ورفض رنا للتذويت الذي يطلبه الفيلم بقيت مدافعة حيناً ورافضة حيناً، لا أدري ما ذلك التخبط الذي نعيشه حتى بمشاهدة فيلم، 110 دقيقة استطاعت أن تشعرني بالذنب، التعاطف، الاشمئزاز، الشفقة والمقارنة بين أمسهم القريب ويومنا الأقرب.

تساءلت طوال الأيام الماضية هل الفيلم يجبرنا على الخضوع لكلمات الأديب غسان كنفاني بأن علينا أن نقم لأن لدينا شيء في هذا العالم، هل سنستطيع عند انتهاء الاحتلال من استرجاع ما سلبوا منا؟، هل سننجح بتنظيم أوراقنا وتنظيم أنفاسنا الطويلة لسنين عدة بين أروقة المحاكم مطالبين ببيوتنا التي سلبت وفننا وجذورنا؟ هل سننجح باسترجاع سنوات وأجيال اقتطعوها من دهرنا؟


أسئلة كثيرة كانت تدوي في ذهني، عن ضرورة تنظيمنا وأرشفة تاريخنا ووثائقنا استعداداً لتلك الساعة التي سنخوض فيها تجربتنا الذهبية في استعادة أملاك الغائبين.

أسئلة كبيرة وخربشات عقلية صعبة تدور يومياً في عقلنا وتصرفاتنا، وأحياناً اتساءل ما هذه القوة الجبّارة التي نملكها لنستيقظ كل يوم ولدينا تلك القدرة على كل هذا الطنين الذي يدور في رؤوسنا، فبينما لساني يتكلم العبرية يكاد عقلي يستجمع قاموس شتائمه في وجه موظفة البريد الروسية التي بالكاد تتقن اللغة العبرية بلكنة ثقيلة متأففة، وبينما عليّ أن أشعر بالذنب لمشاهدة فيلم صهيوني القصة في الوقت الذي تُسارع فيه عدة أطراف فلسطينية لمباركة ضرب اليمن بدون أن يرف لهم جفن!!!

وتبقى فقرتي السابقة تخبط آخر وطنين قوّي لعلني أكون قادرة على خوض غماره في فيلم آخر أو عمل فني وشعور بالذنب لاحق ... 

السبت، 21 مارس 2015

سلام عليها وسلام لها ...


لتلك التي تعلمت ترقيع خيمتها لحمايتك من عاصفة لم يرق لها اسمها 
للتي لم تستطع منحك جنسيتها ... لان قلبها دق للاجئ
وتحية لكل واحدة منعها حق الوصاية من احتضانكم
تحية لجميعهن ...


ولمن رغبت بالأمومة بصمت 
لمن خشيت من احتضانك وانكرتك
لتلك التي انتظرتك وقتلت

تحية لكن ...

وتحية لتلك التي أرغمت ان تكون أماً
ولمن نجحت أن تكون أماً مرغمة
ولمن أحبتكم واضطرت لفراقكم
وللتي لم تستطع أن تحبكم وبقيت

لتلك التي لم تخجل من تربيتك لوحدها

وتحية لمن استقبلتك ولم ترغب بحملك
وزيدها التحية لمن لم تتوقع مجيئك وأقبلت


وتحية لها عندما ارتجفت عنك، وبكت معك، واحتضنك

السبت، 7 مارس 2015

كلام في الشتاء لم يقال ...


تصوير رغدة بسيوني                                                                       


تبدو الظواهر الطبيعية أجمل عندما لا نعرف تفاصيلها وكيفية حدوثها، كالحب تماماً تلك الظاهرة الطبيعية التي تحدث يومياً لشخص ما على هذا الكوكب.

وقفت أتأمل ظهور قوس قزح من نافذة غرفتي الخشبية القديمة لكن شعرت بفقداني لتلك اللهفة التي كانت ترتسم على وجهي عندما أقف منتظرة ظهوره بعد المطر.

للمطر رائحة مميزة لم تفقد رونقها، ففي كل عام استنشق الرائحة كما أول مرة، أتلذذ بها تعانق رئتي، رائحة المطر إحدى الروائح القليلة التي تنعش جهازي التنفسي الذي يعاني من الحساسية المفرطة والإرهاق في مواسم الشتاء وتفتح الأزهار وتساقط أوراق الخريف وغيرها، فهو مثلي يتعب من التغيير ويطوق لموسم طويل الأمد يريحه.

كل هذه الروائح والحساسية تجعلني شديدة التأفف طوال الوقت، لكن ليست رائحة المطر التي تشبه ذلك العالم الذي لم تعرفه بعد والعمر الذي لم تحياه والفرح الذي لم يطرق بابك.

فله رائحة ياسمينية البياض، جورية الإغواء.

لطالما تملكتني فوبيا العطور، فتراني أخشى أن تمتلئ ذاكرة العطور في داخلي ولا استطيع استنشاق عطر جديد، اعتدت على إغلاق أنفي دوماً في الأماكن التي أتوقع أنها تعبق بالروائح لأفسح المجال لرائحة جديدة تعلق بذاكرتي العطرية وتنعشها وللمطر الأول الحصة الأكبر، فهو مثل البدايات جميعها تمتلك الحصة الأكبر في الذاكرة

كبداية المطر واللقاءات الأولى ودروب نمشيها لأول مرة، فبلاتنا البدائية وموسيقى نسمعها وتطربنا، كلها بدايات تبقى في ذاكرتك دون أن تستشيرك أو تطلب الإذن لتتربع هناك في صميم ذاكرتك.

الأربعاء، 18 فبراير 2015

ثومة ... قاعدة العشق الأربعون

وكأنها لم تغب يوما عنا، تحملنا كل مساء لحفلاتها حتى بت لا استطيع مشاهدة حفلات الست عبر اليوتيوب بدون ان اتخيل صديقتي حنان تجلس بجواري تدندن مع الست، او ان الوح لرشا من مقعدي واتمنى لمصطفى سهرة ممتعة.


40 عاما لم تغب فيها عن الناصرة وحيفا ويافا فجميعها تدندن معها أمل حياتي يا اغلى مني عليا في كل مساء.


هي الست التي غنتنا فعشقناها، ووصفتنا فهمنا بكلماتها ووسط اوتار القصبجي والسنباطي بكينا، فرحنا وأحببنا وخذلنا فهوينا وضحكنا وجرينا وووو
الذكرى ال40 لوفاتها كانت قبل ايام، تساءلت طويلا خلال ذلك النهار كيف يمكن لاغنية وصوت أن يحيى 40 عاما بدون الجسد؟ فكيف رحلت الست وصوتها لم ينفك يوما يسمع في بيوتنا .. ما هي القاعدة التي مشت عليها ثومة لتحقق الأسطورة.

الأربعاء، 11 فبراير 2015

أوليس بالفري هاغز يحيى الانسان ؟!

ان تتلقى عناقا من انسان تعرفت عليه قبل 10 دقائق امر رائع، حتى اسمه لم تساله عنه وكل ما تعرفه انه قادم من بولندا ليرى الناصرة واعتقد انها بلدة صغيرة لكنه تاه بعد 5 دقائق من الوصول إليها.

خجلت ان اقول له ان الناصرة مدينة صغيرة بالفعل، فكل ما يرغب به الان هو العثور على الفندق الذي يريده.

لم يكن امامي سوى المشي معه ورفاقه لارشادهم للوصول الى "سميرة" بيت الضيافة الذي اصبح الان يسمى "سمسم" !!
فدروب البلدة القديمة في الناصرة متاهة كل زقاقاتها تؤدي إلى روما :)

وصلنا مساءا إلى مدخل الفندق ولم افكر طويلا حين وجدت ذراعين تمتدان نحوي لمعانقتي شاكرة لي هذه المساعدة، لم أشعر باي شيء سوى السعادة.
وبلغة انجليزية ركيكة تمتم شاكرا ودعت الزائرين ومضيت، لكن اثر العناق بقي عميقا، يشعرك بانسانيتك.
أوليس بالفري هاغز يحيى الانسان ؟! 


الأربعاء، 21 يناير 2015

كم جميل أن تعيش على نفس الكوكب معها ...


"رحلت فاتن حمامة" عنوان أعتقدت في بداية الأمر أنه اشاعة مثل سابقاتها على مدى السنوات التي قررت فيها فاتن الابتعاد عن الإعلام، عندها بحثت عن نفي الخبر الذي وجدته في عدة مواقع على الشبكة العنكبوتية، أرسلته لصديق محرر أحد المواقع الاخبارية التي سارعت لنشر الخبر في مجتمعنا العربي.
في تلك الدقيقة لم أبحث عن نفي الخبر لمصداقية ما كُتب، بحثت عنه تكذيباً للخبر في داخلي، عندها لاحقت بالأفق جملة الشاعر الفلسطيني الراحل طه محمد علي: " عندَما يرْحَلُ أحِبَّاؤُنَا ... كمَا رحَلْتِ ... تبدأُ في داخِلِنَا هِجرَةٌ لا تنتَهي".

لم نكن من سنوات طويلة نتوقع أن تعود سيدة الشاشة العربية إلى الاستوديوهات للتصوير، لكن كان شعور جميل أن تعيش بنفس الكوكب الذي تعيش على أرضه فاتن حمامة، بكل ما يحمله الاسم من جمال، أخلاق، أناقة، وأحاسيس متضاربة، كل ما في الأمر أنه كان أمراً مميزاً أن تشعر أن على الكوكب ما زال بريق الزمن الجميل بشحمه ودمه.

مجازر، مظاهرات، قنابل، أصوات قذائف وغاز مسيل للدموع هذا ما نراه ما أن نقرر فتح التلفزيون أو أية وسيلة إعلام حديثة أم قديمة واذا ما حالفنا الحظ لاختراق الحصار الأمني نجد فيلماً أمريكي عنيف يأخذنا إليه متلحفين بقسوة المشاهد، وكم هو شعور جميل بالأمان أن تتذكر أن على وجه الأرض أحياء لم يتأثروا بكل هذا ... لسنوات طويلة بثوا فيك روح، تبتسم كلما تذكرتها.

كم كان جميلاً أن تعيش معها على نفس الكوكب، بعد ان كانت لك: فاطمة، نعمة، منى، ابتسام والعديد عالقة في الذاكرة الجميلة بابتسامتها الرقيقة وعندما تحتاجها ما عليك سوى أن تكتب اسمها عبر موقع اليوتيوب لتجدها امامك، لتشعرك رغم الغابة التي نعيش فيها بأننا خارج هذه الدائرة بعيداً هناك.


يبدو للبعض أن الأمر مبالغ فيه وأن رحيل السيدة لن يغير بالأمر شيء، لكن ما أن تغلق عينيك لتفكر أن هذا العالم أصبح خالياً من كلاسيكية فاتن حمامة وشقاوة سعاد حسني وقوة الست وعظمتها ترعبك الفكرة .