الاثنين، 9 ديسمبر 2013

نوستالجيا ميلادية



بفكرة مبتكرة ومميزة قامت ادارة مطعم نوستالجيا في مدينة الناصرة بتزيين شجرة عيد الميلاد ككل مطعم ومقهى في الناصرة، المدينة ترتدي حلة العيد المميزة كما في كل عام ولكن !!

الزينة كانت مختلفة في نوستالجيا فعند الدخول إلى المكان تستقبلك الكوفية الفلسطينية بدلاً من نجمة الميلاد على رأس الشجرة، التي زينت باسماء القرى الفلسطينية المهجرة، وقفت امام الشجرة منبهرة من روعة الفكرة ومن بساطتها فعلى اغصانها تجلس فلسطين الميلاد.

في تلك الارض التي ولد عليها المسيح، يمر كل زائر للمكان على زينة الشجرة عله يجد قريته التي ينتظر العودة اليها، فبرعم وسيرين والصرفند والطنطورة كلها هناك...

بحثت طويلاً لم أجد "صفورية" التفت إلى الشاب الذي كان يترقب ردة فعلي وبوجه عابس سألت " هل يمكن اضافة صفورية في زيارتي القادمة؟" لكن اجابته كانت مذهلة أكثر فلم تفلح ادارة المطعم بوضع اسماء كافة القرى المهجرة على الشجرة لكن الحاجة ام الاختراع فقد وضعت على كل طاولة في نوستالجيا نبتة صغيرة الحجم علقت عليها لافتة " هنا صفورية، هنا الجاعونة، وهنا وهنا وهنا".

ودعت المكان وانا عاقدة العزم على العودة إليه لأجلس هناك في صفورية ... لكن تسعدك جملة الوداع في نوستالجيا فتجد احد العاملين هناك يبتسم لك ويقول: " انشالله بترجعوا عليها" ...

نوستالجيا ميلادية 

الأحد، 8 ديسمبر 2013

تدوينة غير معترف بها / حنان حبيب الله

مها ونجاح وعفاف، سذاجتي وخوفي من الحيوانات جعلهن بسمة في ذاكرتي... 

بعد ان تقدمت مع زملائي باتجاه أول جمل شاهدناه في قرية أبو التلول غير المعترف بها في النقب، تلك القرية التي دخلناها في سيارة فولكس فايجن مع سائقها ابن القرية أبو رفيق الذي أصر ان يرافقنا في جولة القرية، شارحا لنا عن معاناة السكان في القرية اسوة بالقرى الاخرى في قصص شبيهة سمعناها في تلك القرى وخيّل لنا من الصور التي شاهدناها حال سكا
نها، الا أن ذلك لم يمنع ابو الرفيق من التوقف في زوايا من القرية بينها الجمل طالبا منا النزول من السيارة والتقاط الصور له، وفور تقدم الجمل نحونا دخلت الى داخل احدى ساحات المنازل القريبة هربا منه، لأجد أطفالا يلعبون في باحته تقدمت أحداهن مني فقمت بإخبارها انني دخلت المنزل خوفا من الجمل، فضحكت بصوت عالي وهي تقول لي " تعالي شوفي شو في بالداخل ".

 تقدمت معها ونحن ندردش عن الاسم والعمر بخطوات بطيئة اراقب بها الاطفال في زوايا عديدة، منهم من تلحف رمل الارض ومنهم من وقفت بجانب امها ولتساعدها في نشر غسيل تحت شجرة البيت ومن الزاوية الاخرى طفل يتأرجح بحبل علق من الشجرة. توقفت بجانب الام التي لم يتعدى عمرها ال 30 عاما، وحركت شفاهي بسؤال سخيف: " كلهن ولادك؟"، فأجابتني " عندي بس ست أولاد، 3 صبيان و 3 بنات".. "حنان، حنان " نادتني عفاف ، الطفلة التي أدخلتني البيت لتريني ما في داخله طمعا في صورة، وبعد أن وقفت قالت: "بدي تصوريني جوة"، وبعد ان تقدمت معها واذ بقطة تقف على باب المزرعة الموجودة داخل المنزل وقد لمحت بداخلها بقرة وأغنام وكلب، فقلت لها: " عفاف حبيبتي أنا بخاف من البسس، خلص بدي أطلع"، فضحكت وحملت القطة وتقدمت نحوي، وكرد فعل دائم مني عند مشاهدتي القطط بدأت بالركض باتجاه الباب، وهن يضحكن عليّ، وأمهن توبخهن، وهي تقول لي: " ما تخافي تعالي نشربك شاي".

 عند الباب وقفت عفاف وأخواتها من الداخل واذ بجملة كتبت على الباب، ( ما تدخلوا الباب بدون اذن منا)، فضحكت وسألتهن: " انا دخلت بإذن ولا لا"؟ . وقد أجابتني الام : "اهلا وسهلا فيكي، انا ما بعرف أقرأ ولا شفت شو مكتوب والبنات حبوكي وعم يمزحوا معك"، فأجبتهن: " بدي أرجع المرة الجاي واخليهن يلاقولي حل من الخوف من البسس الي منعني اكمل الجولة جوة". - تعلمت من الطفلات انه لا يجوز للغريب دخول المنزل بدون إذن، وابدا لم يعلمن انه هناك مخطط سيقوم بتغريبهن عن هذا البيت الذي ضمهن..


الاثنين، 25 نوفمبر 2013

سفريات منظمة إلى حيفا والنقب في يوم الغضب


تحياتي لكل إمراة تنمي الذكورية بمجتمعها ... لأنها بتستاهل



تحياتي في هذا اليوم لكل إمراة تنمي الذكورية بعقول أجيال عديدة ... 

آه آه تستغربيش يعني أنت، انت اللي لما تسمعي ببنت عم تخلق بتقولي "ييي بنت يلا منيح بس شدي حالك وجيبي الصبي الولد عزوة" !!

آه ولالك كمان لما بتقوليلها: " أخوكي بكسر راسك وقت اللزوم" ... وأنت اللي بتقوليله ع الصح وع الغلط بتؤمر، بضربك وبتقولي بتمون، بهينك وبتحكيله على قلبي زي العسل، بخونك وبتقولي آه شو يعني هو زلمة.

بالزبط هاي التحية لالك أنت

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

هذه الليلة ...





في هذه الليلة سأعود أنا وذاتي لتلك الألفة القديمة
نحلم بأسطورة وردية بعيدة عن خشونة حبق الأرض

سأعود اليك أنا وذاتي لا شيء يؤرقنا أكثر من موسيقى صاخبة
تكسر لغتنا الصامتة ... تدعونا للرقص

اليوم سأعود اليك بكُليتي ولغتي
بموسيقاي الصاخبة ودندنتي
لا أحتاج لأقول لك كلمة يسمعها الجميع
ففي سلم الحب لا نحناج الكلمات

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

أمر عبّر الحُلم ...




في هذا المساء لا شيء يطفو على امواج ذهني بعد نهار مرهق سوى سؤال واحد، جاء فجأة وما زال صداه عالقاً

" هل سيأتي ذلك اليوم الذي يؤمن فيه أحد أحفادي بان الحروب هي أسطورة ابتدعها عالمنا القديم؟ سيأتي راكضاً إلى حجري عبر أحد الأزمنة القادمة يسألني عن شكل تلك الحروب، وكيف كان أجدادنا يصورون تلك الرسومات القتالية في مخطوطاتهم" ...


بادئ الأمر ضحكت من تخيلاتي وتوقعت أنها إحدى الصور التي تراودين بسبب قرائتي لرواية " الألف" للرائع باولو كويلو، لكن خيالي لم يرضى بجوابي الواقعي عن أحلامه ... وبقي السؤال يتأرجح على أمواج الحلم !!


" هل سيأتي ذلك اليوم؟ أم سيبقى حفيدي معلقاً بين حرب باردة ما زالت مشتعلة وبين أطماع غربية بشرق كلما تعتق أصبح مشتهى أكثر؟؟ " 

السبت، 13 يوليو 2013

وجه عدستك حيث شئت واضغط





"كل واحد صار مصور.. مش كل حدا مسك كاميرا صار يفهم بالتصوير.. ما شاء الله صار الكل حامل كاميرات!"

عبارات نسمعها كثيرًا تدفع بعضنا للابتعاد عن ممارسة هواية يحبها، خوفًا من الإنتقادات، لا أفهم ما سبب إنزعاج بعضنا من كثرة الكاميرات ولا أدري إذا ما كان التصوير بات حكرًا على المحترفين، وشطبت من قاموس الهوايات.

بحثت مطولًا خلال الأيام الماضية من خلال محركات البحث الإلكترونية عن مواد علمية حول كريمة عبود، لم أجد سوى القليل الذي بات الجميع يعرفه عنها خلال الأعوام الماضية، تعجبت كثيرًا فكيف يمكن لأول مصورة في تاريخ فلسطين أن تكون خارج عالمنا الالكتروني.

ربما صور كريمة عبود لا تشكل قيمة فنية في عالم التصوير، ولم تعرف كواحدة من المصورات الفوتغرافيات المميزات عالميًا، لكنها أعطتنا وجهًا آخر لفلسطين كنا نجهله، استطاعت كريمة بعدستها منحنا مصدرًا آخر وثق فلسطين بعناية خلال الحقبة الماضية، فإذا ما نظرنا للصور التي التقطتها كريمة عبود تلك المرأة التي اخترقت عالم الرجال لتكون أول سيدة تقف خلف الكاميرا في شرقنا، نجد أن صور النساء اختلفت بعدستها فصورة العروس التي نراها بصورة الزواج التقليدية المعلقة في كل منزل قد اختفت.

فهي منحت النساء أن يعشن مغامرة مميزة أمام عدسة الكاميرا، فنجد ابتسامة عريضة ووضعيات أكثر تحررًا للنساء فمع كريمة بدت تجربة الظهور أمام الكاميرا ممتعة أكثر.. فهي امرأة استطاعت أن تحرر النساء بمساحتها الصغيرة أمام العدسة.

ليس شرطًا أن تكون الصور احترافية وليس عيبًا أن احتفظ بحقي في امتلاك الصورة باضافة توقيعي عليها، فكل صورة هي توثيق لحياة نعيشها، ربما لن تضيف لنا في حاضرنا سوى ذكرى ممتعة كلما نظرنا اليها لكنها في مستقبل أجيالنا القادمة ستكون ارشيفًا يستند اليه.

لا تخجل/ي يومًا من التقاط الصور لبلادنا بعدسة هاتفكم الذكي ففي عالم الانستغرام الافتراضي العديد من الأشخاص حول العالم يعتقدون اننا مررنا من هنا يومًا ولسنا حاضر في هذه البلاد.. لا تخجلوا من التقاط الصور في مناسباتكم السعيدة فجميعنا يستمتع بمشاهدة البومات الصور الثقيلة التي تحتفظ بها جداتنا..

لكل منا حياة تستحق التصوير.. فقط وجه عدستك حيث شئت واضغط 

السبت، 29 يونيو 2013

طائر الشمس... أسطورة حدثت فعلاً في فلسطين!!




عندما بدأت شاشة التلفزيون أمامي تثيرني لالتفت لها مساء السبت الماضي، نظرت مسرعة أبحث عن ذلك الشاب الأسمر الذي بات حديث الصغير والكبير في بلادنا.
لم يراودني أملاً ولو ضئيل أن فرحاً سيعم فلسطين هذا المساء بعد الاعلان عن اسم محمد عساف المشارك الفلسطيني في برنامج المواهب "آراب ايدول" فدائماً نعاني من خيبة الأمل في الدقيقة الـ90، فنحن ذلك الشعب الذي يخشى أن ينام حتى لا يسرق من غفوته الحلم، ففي كل مرة يتحول مشروع فرح يولد بيننا إلى غمة.
لكن هذا المساء بدى مختلفاً كنت أخشى أن تسرق نتائج النهائيات في البرنامج فرحة فلسطينية طالما انتظرناها.

من الناصرة مروراً برام الله نحو غزة كل فلسطين كانت تشتعل فرحاً، لم يكن هو ذلك اللقب الذي سيحمله شاب خرج من غزة بوصلته صوت يحلم بأن يسمعه العالم. بل كان الحلم أكبر ... ذلك الحلم بفرح يتكرر كل 500 عام على هذه الأرض، كما أثنى الملحن حسن الشافعي على صوت محمد عساف، ففرحنا وصوته لن يتكررا سوى كل 500 عام.

عند غنائه رفرف في مخيلتي طائر الشمس الفلسطيني، الذي يؤمن بأسطورته الفلسطينيين فهو ذلك الطائر الصغير الذي نؤمن بأنه يجلب الفرح منذ الآف السنين، ذلك الطائر الوحيد الذي يملك القدرة على الطيران إلى الخلف بشكل عامودي يسترق من الورود رحيقها، يلقبه الخبراء " تمير فلسطين" ونحن نسميه طائر الشمس الذي لا يعيش سوى في فلسطين.

بدأت أعود بذاكرتي في حركة فلاش باك سريعة أبحث عن أخر فرح جماعي التقطته ذاكرتي.

تذكرت الزغاريد التي دوت في شوارع الناصرة عندما تنحى الرئيس المصري حسني مبارك التي الفرحة التي سرقت سريعاً وها هو الشعب المصري يعود إلى ميدانه ... وتلك الابتسامة التي ودع بها الفلسطينيين الرئيس ياسر عرفات في رحلته الاخيرة للعلاج على أمل أن يعود سريعاً لكنه عاد ملفوفاً بالعلم الفلسطيني وتحولت ابتسامة الأمل إلى دمعة، اختفى وبغمضة عين تحولت فلسطين إلى اثنتان أو لربما ثلاث.

لم أتذكر سوى فرحة الفلسطينيين بنهائيات الدوري الاسباني أو المونديال الذي يأتي كل 4 سنوات ويفرح الفلسطينيين كما بقية الشعوب لفوز فريق لا يعرفون عنه شيئاً سوى حاجتهم للفرح ... خفت هذا المساء أن تسرق تلك الفرحة منا مرة أخرى لكن هذه المرة أثبتت بأن محمد عساف لم يكن بحاجتنا وبحاجة أصواتنا بقدر ما كنا بحاجة لفرح خلقه بمغامرته.

فطائر الشمس السعيد لم يكن أسطورة عرفني عليها الفنان خالد جرار عندما حادثته لإجراء لقاء صحفي حول مبادرته بختم جوازات السفر لزوار فلسطين برسمة قام بتصميمها تحمل طائر الشمس وما زلت أذكر أحد أجوبته عندما قال لي: " يجب على العالم أن يعرف أن الشعب الفلسطيني ما زال رغم الألم يطوق للفرح ولذلك اخترت طائر الشمس" .. اليوم أيقنت أن طائر الشمس ليس أسطورة كنعانية إنما هو واقع يطوق إليه الشعب الفلسطيني في كل مكان.

فالألعاب النارية التي زينت سماء الناصرة، وصرخة الفرح عند اعلان اسم محمد عساف فائزاً أيقذتني من سوداوية الواقع فكم يحب شعبنا الحياة التي أوصانا محمود درويش بأن نحبها اذا ما استطعنا إليها سبيلا.

ندرك أنه في ذلك المساء لم تتحرر القدس، والشرطة الاسرائيلية ما زلت تهدم بيوتنا في العراقيب والمثلث وكم اعتقلت شباناً مقدسيين أثناء عرض الحلقة الاخيرة لبرنامج اراب ايدول في باب العامود، لكننا شعب يرغب بذلك الفرح المُشتهى الذي اخترقنا دون أن يراعي غربته عنا...

السبت، 27 أبريل 2013

في اليوم العالمي لحرية الصحافة ... الشغل مش عيب !!

الشغل مش عيب 1

أقف امام من يعاني من تناقض واضح مع ذاته ... عاجزة عن فهمه، مستغربة من الذي يقوم بانتقاد العمل الأصفر للصحف الغربية ومواقعها الالكترونية، وتبهرني حماسته لموقفه في العلن.

أسانده مواقفه ... فعلاً حان وقت التغيير ولكن !!


انتقاده الا يشمل مقاطعة تلك الصحف التي لا يكف عن تزويدها بكمية البيانات التي يهمه نشرها؟؟!

***********

الشغل مش عيب 2

لم الم يوماً السابحين مع تيار الصحافة (أكاديميين، متدربين، هواة)، فانا معارضة جداً لربط العمل الصحافي بشهادة اكاديمية بنظريات الصحافة، التي لا يطبق منها أي واحدة على ارض الواقع ...

ولم ألم يوماً صاحب وإدارة صحيفة أو آخرى عندما يقوم بتسريح صحفي مقابل الاستعانة بخدمات أخر لانه سيعمل بأجر أقل، فالكفاءات لا تهمه ... لكن اتساءل: " اما آن الآوان لمن يطالب بحقوق الصحافيين؟؟"
***********
الشغل مش عيب 3

قالت لي زميلة عزيزة يوماً ما نصيحة وهي: " لا تصلي لعمر الـ40 وأنت في العالم المسمى (صحافة)"!!

حينها قلت انها متشائمة من هذا الواقع ولكن تغيير الوضع امر ممكن

لكني اصطدمت بحكمة شعبية ... تعتبر إحدى القواعد الأساسية بالعمل الصحفي في مجتمعنا وهي:
" اربط الحمار مطرح ما بده صاحبه"

الثلاثاء، 26 مارس 2013

صديقتي ... اعتذر لا يوجد لدي تعليق !!

كسنة تمر تلك الدقائق القاسية التي تفتح فيها نافذة غرفتها صباحاً، تصلي أن لا تراه أون تختفي تلك الذكريات واللمسات من داخلها.

تهنئته يوم العيد، وزياراته المتكررة للاطمئنان على العائلة، وكلماته الرقيقة كلما قابلها وأسئلته عن دراستها والعمل لا تنسيها ما حدث.

ففي كل مرة تنظر إلى ابتسامته الصفراء، تقنعه أكثر بأن تلك الطفلة التي كبرت نسيت ذلك اليوم الذي حضنها فيه، وبدأت يده تتحسس ما تخفيه ثياب الطفولة القماشية، وعدها بأن لا يخبر والدتها يومها بأنها كسرت الزهرية الزجاجية وهي تلعب بالكرة، يومها وفى بوعده شرط أن لا تخبر أحد بسر لعبتهما الجديدة، التي علمها اياها.

في كل مرة تزداد قناعته بأنها نسيت يزداد حقدها على ابن العم الذي مارس مراهقته على جسدها.

* كلمات صديقتي ما زالت تؤلمني يومها لم ألمها على ذلك الصمت الذي كان يطمئنها بأنها بأمان، ولم استطع أن أقول لها " تكلمي" ... فمجتمعي ما زال يحارب سلبياته من خلال نوافذ يفتحها هنا وهناك دون ان يجرؤ على فتح الباب على مصرعيه !!

الأحد، 3 مارس 2013

من عبوق اللوز أتينا ..!!

" عبوق اللوز" مصطلح يستخدم في فلسطين للإشارة لحالة الطقس والرياح التي تصاحب فترة انتشار لقاح اللوزيات ... مصطلح له وقع مميز على الأذن (يمكن بالنسبة الي) !!

بمدونتي نقلت كتير صور لقرى ومدن من فلسطين بس اليوم التدوينة غير شكل ... تدوينة ملونة 

اليوم مش راح ننقل صور لمنطقة فلسطينية ... اليوم راح ننقل صور لأزهار فلسطين (مش بس الانسان والحجر ... كمان الازهار بيطلعها ولا شو؟؟!!) 











السبت، 2 مارس 2013

الحب وصمة عار ... وخطيئة لا تغتفر !!



في بلادي تنتهي قصص العشق بنهاية تجهلها الروايات، فقط في بلادي تنتهي قصص العشاق بغسل شرف العائلة

بدم يسيل يغرق صفحات الغزل، وبصمت ... وحدها سيمفونية القدر تستطيع إعادة توزيع نغماته

هو الحب في بلادي، خطيئة لا تغتفر حتى ولو ولدت على نافذة البيت من خلف ستارة ترقب حبيباً، فهي كلمة من حرفين تستطيع أن تقلب حياتنا رأساً على عقب.

هو الحب في بلادي طائراً لم يكن يوماً يغرد بحرية فوق سمائنا ... فهو اعتاد أن يولد في العتمة يختبئ من وصمة عار !!

الخميس، 28 فبراير 2013

ابن العاشرة يسأل: " لماذا شعرك مكشوف؟ هذا حرام؟ آنت مسيحية؟"



عندما سألني "لماذا أمرتهم المديرة بان يقف الطلاب بطابور بعيد عن الطالبات" ... أجبته بكذبة بيضاء " اعتقد ان هناك فعاليات تجذب الفتيان أكثر، فانت ترى لا يهدأون ..." كنت اعرف الجواب الصادق لكنني صمت عن الكلام المباح في تلك الدقيقة، أعتقد أيضاً هو لم يصدق الاجابة كما لم أصدقها انا لكن بعد مرور دقيقة على اجابتي رغبت بان أعود وأقص عليه الاجابة الصحيحة التي أدرك جيداً أنه يعرفها ... لكنني تراجعت مرة آخرى.

هو متطوع برازيلي رافقنا بجولة تطوعية إلى مدرسة العجال، في منطقة غور الأردن، فحين أعلنت مركزتي مشروع " أنا من هذي المدينة" عن جولة للعمل مع الأطفال في المنطقة لم أتردد لثانية ان اشارك بتلك الجولة، فإنضممت لزميلاتي اللواتي كنت اجهل العديد منهن، كون غالبيتهن إنضممن للمشروع في بسنوات لاحقة، ذلك المشروع الذي يحاول منذ 6 سنوات ان يرسم ابتسامة أمل في عيون الاطفال في كل زاوية من فلسطين (ولن أتحدث مطولاً عن أنا من هذي المدينة فله حصة كبيرة ساتحدث عنها لاحقاً ... وربما لن أشبع من تدوينة واحدة لمشروع غيّر حياة الكثيرات".

الحلم في العجال توقف عند شاشة تلفزيون لم يروها
كنت على يقين بأن الطائفية التي أرهقتنا لسنوات لم تصل إلى زوايا فلسطينية كثيرة، وصلنا إلى منطقة الخان الاحمر في غور الأردن ونحن نلمح الأطفال من خلف نوافذ مدرسة بنيت من إطارات السيارات والطين، يلوحون ببراءة للغرباء الذين وصلوا لزيارتهن، تلك اللهفة انستنا كل شيء سوى تصميمنا على المغادرة بعد ان نسرق فرحة من عيونهم.


وسط صرخات الأطفال الفرحة، وطلباتهم بان أصورهم كل منهم بصورة فردية، او صورة جماعية كانوا يعلمون بانهم لن يروها لاحقاً، ففي تلك البلدة لا مجال لمحادثات تشاتيه، ولا لتواصل اجتماعي، ولا لايك او ريتويت ... ففي بلدة العجال توقف الحلم متعلقاً بشاشة التلفزيون التي لم يروها بعد ...

هي تلك القرية التي اختارت السلطات الاسرائيلية مصيرها، وحددت أن تبنى فيها جيلاً يحلم ببيت آمن تصله الكهرباء، والماء الدافئ وتحمي جدرانه من ريح الشتاء وحر الصيف ...

ليتنا نستطيع أن نحمل عالماً بآسره 
كل ما هنالك كان يدعوك للسخط ... تود لو تحمل عصا صديقة سندريلا السحرية وتخيط ثوب المدرسة الممزق الذي ترتديه ابنة الصف السابع، او تستغني ليلى الحمراء عن حذائها الاحمر لتمنحه لماريا الطفلة الصغيرة التي تخاف أن تجاريها اللعب والركض خلفها خوفاً على قدميها العاريتين ... ترغب لو تحمل عالماً بأسره إلى هناك...


شعرك مكشوف!!
" لماذا شعرك مكشوف؟ هذا حرام؟ آنت مسيحية؟" اسئلة حلقت بي بعيداً عن المكان، فطلاب الصف الرابع أنهوا أشغالهم اليدوية التي صنعوها برفقة متطوعات انا من هذا المدينة وبحثوا عن شيء آخر يحاولون أن يقوموا به، فلم يجدوا سوى ذلك النقاش مع إحدى المتطوعات ...


صدمت، ابتسمت، لم أدرك إذا ما كنت أصبت بما سمعت أم لا، لكن أدركت حينها ان مشكلة الطابور ليست اعظم المشاكل، ففي تلك المنطقة البعيدة، التي يسعد أطفالها بلعبة صغيرة أو حلوى تغير لهم واقعهم المر لدقائق، يتحدثون برائحة الطائفية النتنة ذاتها التي تفوح باماكن آخرى !!

لكن لم تكن فقط لهجة طائفية بقدر ما كانت تخيفني بمساهمة الطابور بإنشاء جيل جديد ترعرع وسط أجواء مهابة السي سيد، وغطي راسك ... في بلدة صغيرة بعيدة الصراعات الدينية والسياسية والاجتماعية، يعرف من يسكن بشمالها ماذا يجري في بيت الساكن بجنوبها لا يزورها الغرباء سوى نادراً يتحدث أطفالها عن غطاء الرأس والجلوس مع الغرباء وتحريم وتحليل ما يصلهم من الكبار!!!

هو من سيغير العالم يوماً ما
لا أدرك ما الذي يمكن فعله ولا اعرف ما الذي يحتاجه الاطفال ... لكن كل ما أدركه أننا لسنا بحاجة لأن نبحث بعيداً عن حروبنا مع الطائفية ونتهم آلهة العالم الرأسمالي بتحريك أيدي الطائفية ... ولسنا بحاجة لأن نركض باحثين عن سبل لتحرير المرأة من قيودها ونتحدث عن العنف اتجاهها ... فالعنف اتجاه المرأة ما زال يكبر معنا والطائفية تعشش في عقولنا قبل فكرة كسر حاجز الخوف من خطواتنا الأولى ... 


اذا رغبنا بجيل جديد ينهض بهذا المجتمع علينا ان ننتبه لوجوده ونحارب اي ظاهرة تطوقه بالتخلف ... لا يمكننا تغيير واقع واحتلال وقمع لكن يمكننا بناء جيل يغير كل هذا

الخميس، 21 فبراير 2013

إذا تلاشت ابتسامتك الصغيرة أمام فرحهم الكبير ... تأكد انك فعلتها



حافي القدمين يمشي على الأرض الترابية، صورة ليست من احد تمارين التوحد مع الطبيعة ولا إحدى وصفات دروس التأمل، هي صورة تراها إذا قررت أن تتوقف للحظة في طريقك إلى القدس، ترجل من السيارة والتفت نحو اليمين أو اليسار نحو التجمعات السكنية الصغيرة، فستجد حتماً طفلاً في الثانية من العمر ينظر إليك مدهوشاً قلقاً من هذا الغريب.

كل شيء هنا يحتاج الانتظار، انتظار وصول الطلاب للصف الاول إعدادي حيث تنتهي أحلامهم هناك، فالمدرسة في الخان الأحمر تنتهي حدودها مع هذه المرحلة، وإذا رغب أحد الطلاب بإكمال دراسته فعليه أن يقطع مئات الأميال ليصل إلى إحدى مدارس مدينة أريحا، فهي المنفذ الوحيد لأحلامهم الصغيرة.

فتقف حدود مخيلتك عن تصور مشهد هؤلاء الطلاب في مدرسة بمدينة أريحا، بعد أن تجيبنا نوال الساكنة في القرية أن معظم الطلاب لا يكملون تعليمهم وخاصة الفتيات اللواتي لا يستطعن الوصول إلى أريحا بدون مرافقة أحد رجال العائلة !! فيستمر إنتظارهن لينتهي ببيت الزوجية ويستمر الانتظار محلقاً فوق القرية فمتى سيعرف الجيش الاسرائيلي بأمر الغرفة التي بنيت من الطين وعجلات المركبات ليأتي لهدمها؟؟ متى ستكون زيارة الجنود التالية إلى المدرسة، فنظرات الترقب بعيون الأطفال تطل مترقبة نحو مدخل القرية متى سيعودون؟؟

* قرية العجال في منطقة الخان الأحمر موجودة ضمن المنطقة C الواقعة تحت السيطرة الاسرائيلية، التي لا تعترف بحق السكان في تلك التجمعات بالتواجد على أراضيهم لذلك فهم محرومون حتى من ابسط الخدمات المعيشية.

كل شيء هناك يبكيك سوى ابتسامة ماريا تلك الطفلة الصغيرة التي فرحت لحصولها على الحلوى، تشاكسك عيناها العسليتين وتفرح لفرحها، تحاول اللعب معها فتركض بعيداً عنك لتجاريها بالركض فتخشى على قدميها العاريتين وتخفف من حدة اللعبة من الجري إلى الكلام.

تودع تلك القرية وأنت تفكر اذا ما كنت ستلتقي بهؤلاء الأطفال مرة آخرى، يلوحون لك من بعيد فترتسم ابتسامتك متمنياً أن تكون قد وفقت لإسعادهم حتى لساعات قصيرة، لكنهم يحققون لك تلك الأمنية فتتلاشى ابتسامتك أمام فرحهم الكبير ... وتغادر







الأحد، 17 فبراير 2013

الآذان في لفتا ما زال يزعج الزائرين اليهود ...






بين حلم العودة وقرار الحكومة الاسرائيلية بهدم البيوت المهجرة في قرية لفتا لإنشاء سكة حديد، يعيش أهالي القرية الذين ما زالوا يزورونها باستمرار متشبثين بحقهم في العودة إلى بيوتهم التي ما زالت تنتظرهم وتحافظ على جدرانها قوية تحمل بين أحجارها ذكريات محفورة في ذاكرة سكانها الذين خرجوا منها شباناً ويعودون إليها اليوم برفقة أحفادهم الصغار الذين استطاعوا أن يدحروا مقولة بن غوريون: " الكبار يموتون والصغار ينسون".

الآذان ما زال يعلو من منبر لفتا ويزعج المتنزهين اليهود
زرنا لفتا المهجرة التي لبست حلة الربيع الخضراء وتجولنا بين بيوتها التي ما زالت تحافظ على عمرانها تنتظر عودة أبنائها الذين احتضنت أحلامهم الشبابية، ليصحبنا الحاج ابراهيم العبيدي الذي يبلغ من العمر (74 عاماً)، مؤذن مسجد القرية الذي ما زال صوته يصدح بالآذان من على منبر المسجد الذي ما زالت بقايا جدرانه تحافظ على أحد معالم قرية لفتا، وفي كل مرة يقوم فيها الحاج ابراهيم بزيارة القرية يقوم بإعلاء الآذان، وبصوته الذي جلجل في القرية وأزعج المتنزهين اليهود الذين يزورون القرية للاستمتاع بربيعها المميز، الذين نظروا باستغراب يحمل بين طياته خوف من هذا الرجل الذي ينطق بالعربية في القرية التي يعرفون بانها خلت من سكانها.
وبعد الآذان أكملنا طريقنا مع الحاج ابراهيم العبيدي لزيارة بيت عائلته، الذي بدأ يروي قصة 14 عاماً من عمره قضاها في لفتا وبين جدران ذلك البيت قائلاً: " كنت أعمل ككاتب في مؤسسة الضرائب في القدس، وفي يوم التهجير وصلتنا أخبار مجازر القوات الاسرائيلية في دير ياسين والطنطورة وغيرها من البلدات الفلسطينية الأخرى، وبعدها وصلت مجموعة من اليهود عصر ذلك اليوم وقامت بقتل بعض الرجال الذين يجلسون في المقهى الذي يقع على مدخل القرية، فقرر والدي الخروج من البلدة خوفاً على حياتنا، توجهنا إلى بلدة (بيت إكسا) ومن هناك إلى مدينة رام الله".
أكملنا طريقنا في دروب لفتا الترابية حيث توقف الحاج ابراهيم وقال فرحاً: " هذا هو منزلي وصلنا..توقف قليلاً ليتأمل جدران المنزل الخارجية وبعدها بدأ بالصعود على الدرج الحجري المؤدي إلى منزله، تبعناه لكنه وصل قبلنا بدقائق دون أن يشاركنا لهاثنا وتعبنا، فكان مرحاً وهو يتجول في أرجاء المنزل ويخبرنا عن تقسيم البيت: " فهنا كانت غرفتي انا واخوتي، وهذه غرفة والديّ، هذا المطبخ وهنا منزل عمي..."، تنهد الحاج ابراهيم واستدار بعيداً عنا لنلمح دمعة استطاع الحاج ابراهيم أن يحبسها.


بين ذكريات الحاج ابراهيم والحاجة زهية يزداد الفضول!!
ولكن الحاجة زهية جودي (75 عاماً) بدأت تخفف من حدة الذكريات وتخبرنا عن أيام الصبا في لفتا التي غادرتها وهي تبلغ من العمر (8 سنوات): " أسكن اليوم في رام الله وانتظر كل فرصة استطيع خلالها أن ازور البلدة التي عشت على ذكرى العودة إليها طيلة 63 عاماً، وهذه المرة كان الحصول على تصريح للوصول إلى لفتا سهل ولم نعاني الأمرين كالعادة".
وبين أحاديث الحاج ابراهيم والحاجة زهية، وخلافاتهم حول هوية أصحاب كل بيت نمر به في طريقنا إلى معصرة القرية، كانت اسئلتنا تكثر وفضنا يزداد مع كل معلومة نتلقاها وبدات تقص علينا الحاجة زهية كيف كانت الفتيات تقضين أوقاتهن في لفتا: " كنا نبحث عن ألعاب تسلينا في المنزل فكنا نصمم الدمى ونلعب الحجلة العديد من الألعاب التي كنا نبتكرها لنقضي وقتنا".
وتمضي الحاجة زهية في حديثها وهي تتأمل معالم القرية التي اشتاقت لرؤيتها: " لن احتمل أن أرى منازل قريتي تهدم امام عيني ولن أقبل ان أتراجع عن الحلم بالعودة إليها، فلن تكون القرية كما تريد الحكومة الاسرائيلية سبيلاً يمر منه قطار ويلوث طبيعتها المميزة".

حكايا لفتا ما زالت في الذاكرة...والأطفال لم ينسواووصلنا إلى معصرة قرية لفتا التي خلت من البشر لكنها كانت تعبق برائحة الزيتون فما زال الحجر هناك يحمل ذكريات وأحاديث أهالي القرية الذين كانوا يرشقون دروب القرية بمزاحهم وقصصهم خلال انتظارهم عصر زيتونهم، وما أجمل موسم الزيتون في حديث الحاج ابراهيم: " كان أهالي القرية ينتظرون دورهم في موسم الزيتون ويتبادلون أطراف الحديث وفي جعبة كل منهم حكايا لكن هذه الحكايا تبعثرت مسافرة بين رام الله والقدس ومخيمات الشتات".
زيارة قصيرة تركت أثرها في نفوسنا دون ان تمنحنا الفرصة لننساها، فما زالت صور لفتا حاضرة في ذاكرة أبنائها وفي أحاديثهم وبقصص نسجوها من حلمهم في العودة، ودعنا الحاج ابراهيم وهو يسألنا في طريق العودة عن شعورنا وعن اذا ما كنا قد استمتعنا بزيارة القرية، ودعنا الحاجة زهية والحاج ابراهيم على أمل العودة وهما يؤكدان لنا: " لن نسمح لاسرائيل بمصادرة أراضينا مرة ثانية ولن نقبل بأحد الخيارين اللذان طرحتهما علينا دائرة اراضي اسرائيل، فلن نقبل بأن يمر قطار من بلدتنا ولن نقبل بان تصبح بلدة أثرية يزورها السائحين، بل سنسعى لتحقيق حلم العودة قريباً".







الخميس، 14 فبراير 2013

للحب في بلادي نكهة كلاسيكية ...

لتشعر انك بيوم استثنائي ما عليك سوى أن تمشي بشوارع الناصرة وترى الكمية الهائلة من القلوب القطنية الحمراء تستطف مستقبلة يوم الحب وزبائنه علها تجذبهم ليشتروها... الحب في فلسطين رغم موجة الورود الحمراء والدباديب الكبيرة له نكهة خاصة، فهنا الحب يخاف أن يستوقفه جداراً عازلاً أو جندي يطلب منه تصريح بالعبور على أحد الحواجز.

هنا في فلسطين للحب نكهة كلاسيكية تعني تضحية ... جهد ... فلقاء

وفي هذا العام الحب في فلسطين تخطى حواجزه الأولى وحان موعد اللقاء بالحبيبة التي لم يقف بينها وبين الحبيب حواجز ولا جدران لكن هذه المرة يقف أمامها السجان ..

وسط هذه القلوب الحمراء أخجل أن انسى ان هناك قلب يخفق حباً للحرية
يحاول أن ينهض من بين دقات احتضاره الضعيفة ليبقى صامداً بعد مدة زادت عن 200 يوم من الاضراب داخل السجون الاسرائيلية.

فهناك في فلسطين قلوب ذابت عشقاً للحرية لم تمنعها الزنازين الحديدية عن الحب والحياة
فسامر وأيمن والعديد من الأسرى الفلسطينيين ما زالوا يحاولون الحياة ووحده الحب زادهم في تلك الرحلة التي إختاروها

لا يحتاج سامر العيساوي او ايمن الشراونة إلى دب قطني أو قلب بلا روح إهداءاً بعيد الحب
فكل ما يحتاجون هي حرية تنتظرهم خارج تلك الزنازين ... حرية عشقتهم فعشقوها




الأربعاء، 6 فبراير 2013

كيف قضى ليلته الأولى؟؟



أذكر أول سنة لعدي (شقيق الاصغر) في المدرسة، لشدة تعلقه بامي وقلقه بأن تذهب إلى أي مكان مغافلة إياه وهو في المدرسة، كان يتحجج لها بانه مريض، ما زالت تلك الذكرى تجد طريقها إلى ضحكات الجميع على حيله الطفولية التي كان يتبعها لكي لا يذهب الى المدرسة في الصباح ... لكن ماذا لو عاد عدي يوماً ولم يجد المنزل مكانه؟

ماذا لو عاد يومها ووجد والدتي تنتظره باكية؟ ليرى المنزل الذي كان يحلم طيلة ساعات الدراسة بوجبة لذيذة بأحد أركانه؟ 

ماذا لو بحث طويلاً ولم يجد تلك القطة التي كبرت في منزلنا على قيد الحياة تحت أنقاض المنزل؟

لا أدري لماذا راودتني هذه الأفكار؟ ولماذا تلك الذكرى بالتحديد؟ لكن صرخات ذلك الطفل الذي صورته عدسات الكاميرات وهو يصرخ غاضباً بعد عودته من المدرسة ليجد قوات الاحتلال الاسرائيلي تهدم منزل العائلة في بيت حنينا، صوروا تلك الصرخات ... أبكتنا ... غضبنا سألنا عن أسمه فلم يعرف أحد الجواب .. فذلك الطفل (لم تهمنا التفاصيل، فاسمه وسنه لا مكان لهما وسط صدى صرخاته).

كيف قضى ليلته الأولى في العراء؟ هل سيذهب غداً إلى المدرسة؟ هل قام بتنفيذ المهام المنزلية التي فرضها المعلمون عليه اليوم؟ عن ماذا تحدث هو وشقيقته التي تلقت الصدمة ذاتها؟ كيف سيرسم منزل العائلة اذا طلب منه الاستاذ ذلك في المدرسة يوماً ما؟؟

كل ذلك لا يهم فصدى صرخاته ما زالت تدوي ... هذا ليس حلماً ولا قصة قصيرة خيالية ... هذا ليس تصوراً مستقبلياً بل هو واقع يخشى كل طفل فلسطيني أن يعيشه يوماً كما عايشه طفل بيت حنينا اليوم.



الجمعة، 1 فبراير 2013

توتا ... توتا ... خلصت الحتوتة

بات أكثر طلب يخيفني هو ذلك الطلب الذي تطلبه من سما (5 سنوات) أحياناً بان أحكي لها حكاية، تتزاحم القصص في ذاكرتي، لإختار منها واحدة، ماذا سنحكي: ليلى الحمراء، بيضاء الثلج والاقزام السبعة، سندريلا، الأميرة النائمة... وغيرها الكثير ... أنفضها جميعها وأحاول أن ابدأ مع سما بداية لقصة جديدة لا تشبه قصص طفولتي.

قصص ذكرياتي كانت تبدأ دائماً بوصف مملكة سعيدة، فيها السكان يعيشون حياة رفاهية ويحبون الملك والملكة اللذان لا يؤرقهما في هذا العالم سوى سعادة أميرتهم الوحيدة التي يدعي لها الأهالي دائماً بالخير.

مملكة خالية من اللصوص والسيئين، والملك فيها يسهر على راحة المواطنين، فلا يرفع أسعار الوقود ولا يغير القوانين لتضمن بقائه في سدة الحكم، ولا يقوم بتهديدهم تارة بالتهجير من بيوتهم وتارة بالسلاح الكيماوي الذي تمتلكه المملكة المجاورة، فلا حرب تشغل بالهم ولا جدار يسد عليهم أشعة شمس الحرية.

دائماً كان يعكر صفو تلك المملكة السعيدة ساحرة شريرة جاءت من بعيد لتدمر المملكة او خطر خارجي يهددهم فيغتم الملك وتسوء أحوال الرعية لكنهم يبقون على محبتهم للزعيم دون أن تخلق معارضة ولا همس في السر ضد النظام مخافة أن يعتقل صاحب الفكرة بتهمة العمل على قلب نظام الحكم.

أخشى أن تكبر سما باحثة عن تلك المملكة النموذجية كما كبرنا نحن، فهي ممالك لم تعد موجودة سوى في ذكريات أطفال الثمانينات والسبعينات الذين كبروا باحثين عن تلك المملكة وذلك الملك، أبدأ قصتي الجديدة مع سما لا مملكة فيها ولا ملك ولا رعية ... عسى أن تكبر يوماً دون أن تصدم أحلامها بجدار الفصل العنصري، أو تنتظر أفكارها على الحاجز لتعبر مرفرفة بقيودها.


الأحد، 27 يناير 2013

الدين لله والحجاب للعريس !!

لا أدري لماذا عادت بي ذاكرتي عندما أنهيت مكالمتي مع صديقتي المقربة، إلى ذلك النقاش الحاد الذي دار يوماً بيني وبين عمتي، واليوم لا أعرف لماذا رنت كلماتها لتصم أذني " عندما تصحو في الصباح إحداهن وتقرر أن ترتدي الحجاب بدون أحم ولا دستور فإعلمي أنها فقدت صوابها" ... يومها عاهدت نفسي أن لا أناقش عمتي يوماً باي موضوع، لا أكره علمانيتها بل أكره تعصبها لتلك العلمانية ...

كنت دائماً مع أن الله يهدي من يشاء لكننا لا نستطيع أن نهدي من نحب، لكن كلمات عمتي أخرستني وأنا اقفل هاتفي بغضب فأخر كلمات صديقتي التي أصبحت بنظر المجتمع " عانس" في عمر الـ26 كانت: " منى أنا سأخذ بنصيحة أمي وأرتدي الحجاب هو الحل الوحيد الذي يخلصني من هذا اللقب، لا يهم اذا كنت مقتنعة الاهم ان يقتنع العريس ..."

بتلك الكلمات أنهيت محادثتي وأنهيت علاقة دامت لسنوات، فتلك الصديقة التي اعتبرتها لسنوات طويلة صوت العقل، بالنسبة لي دمرت تلك النظرية بلحظة هاتفية موجوعة...

بعد أسابيع قليلة اتصلت صديقتي تدعوني لحضور حفل خطوبتها، كنت أرغب لأقول لها الكثير والكثير بغضب لكنني صمت ... 


ومنذ تلك اللحظة أحاول أن أتخلص من عبارتين ... عبارة عمتي وعبارة صديقتي !!

الجمعة، 11 يناير 2013

لو كانت بداية ظاهر العمر كنهايته ... !!


انتظرت عرض الفيلم الوثائقي ظاهر العمر الزيداني الذي عرض الاسبوع الماضي عبر شاشة قناة الجزيرة وثائقية بشغف، فذلك القائد الفلسطيني الذي غرق بين صفحات التاريخ، ولم ينتبه له أحد، على الرغم من أنه أبو القومية كما (ابقراط - اباً للطب)، فذلك القائد الفلسطيني الذي استحق دوماً أن يتم الحديث عنه، لا يتذكره سوى القليل من أبناء الشعب الفلسطيني ولا يعرف من هو سوى العشرات في العالم العربي.

فكرة الفيلم رائعة فالحديث عن ظاهر العمر ممتع، وشعورنا بوجود اشخاص من حولنا هم من سلالته أمر مشوق يشعرنا بان الشخصية أقرب الينا فهي منا وليست كأي شخصية تاريخية لا نستطيع أن نشعر بقربها، فهي لم تعش في فلسطين ولم تعرف مدنها كما عرفها الزيداني.


تابعت الفيلم ولكن بعد مرور 15 دقيقة على العرض تساءلت: " لو لم أكن أريد فعلاً أن أشاهد الفيلم ولو كنت أبحث عن شيء أشاهده ويسرق ساعة من الوقت هل كنت سأقوم بمشاهدته؟" سؤال جال في ذهني كثيراً ولكن عندما وصلت إلى نهاية الفيلم تمنيت لو أن نهايته كانت البداية.

فتلك النهاية المشوقة التي حملت كيفية تعامل المؤسسة الصهيوينة وقيامها بالعديد من الأبحاث حول ظاهر العمر كان مشوقاً لي أكثر من مؤرخ يروي لي محاضرة في التاريخ، على الرغم من أن الاستعانة بوجود المؤرخيين في الفيلم كان مفيداً جداً لكنه ليس للبداية.

حرملك للنساء في سرايا الزيداني دوماً أمر من امام قصر ظاهر العمر المحاذي للسرايا في البلدة القديمة في الناصرة وأبدأ بتخيل حياته العائلية، ففي ذلك القصر الكبير الذي ما زال مسكوناً هناك غرف سميت باسماء أبنائه السبعة، وشرفة كبيرة تطل على المدينة، فلماذا لم يصطحبنا المخرج الى تلك الغرف التي كان من المهم ان نراها ليكون ظاهر العمر اقرب الينا؟؟
ففي ظل المسلسلات التركية المدبلجة التي تصلنا حول تاريخ السلطنة العثمانية كان مغرياً لي أن أعرف اذا ما تمتع قصر ظاهر العمر "بحرملك خاص بالنساء"، أو اذا كان لزوجاته تاثيراً على قراراته أو .. وأو وأو...


ولماذا لم يصطحبنا المخرج في جولة داخل المسجد الابيض ومسجد طبريا الكبير لنتعرف على تلك المباني التي اختارها ظاهر العمر لتكون معالم راسخة في تلك المدن الفلسطينية؟

كنت سأتشوق وبشدة لمتابعة الفيلم حتى النهاية لو ان المهندس المعماري شريف صفدي حدثنا عن نمط البناء في عهد ظاهر العمر الذي يختلف ولو قليلاً عن النمط العثماني، ويترك السيرة التاريخية للمؤرخين البروفيسور محمود يزبك ود. عادل مناع اللذان اثريا الفيلم بمعلوماتهما.

أحفاد القائد النصراويون
أحفاد ظاهر العمر اعتقد انها كانت مفاجأة للمشاهدين بالتعرف إلى حقيقة وجود أحفاد لذلك القائد وهم اشخاص يمكن أن نلتقيهم يومياً أمر مميز، ولكن كنت أفضل أن استمع منهم إلى علاقتهم بالرواية التاريخية عن ظاهر العمر كيف وصلت اليهم وكيف يحاولون إحيائها، ورأيهم بإذا ما كانت هذه الشخصية قد أخذت حقها أو لأ بدل أن استمع إلى روايات تاريخية وصلتهم ايضاً من كتاب المحامي توفيق معمر.


ورغم تلك الملاحظات أعجبت جداً بمبادرة أن يتحدث فيلم من انتاج فلسطيني يضاهي انتاج الافلام الوثائقية حول العالم من جودة التصوير والتقنيات إلى زوايا التصوير ونظرة المخرج المميزة بنقله صوراً من لحم ودم بين الكم الهائل من المعلومات عن قائد فلسطيني أخاف الدولة العثمانية لدرجة أن ترسل اسطولاً لمحاربته، ولنقول في نهاية الفيلم " هل سيأتي زيداني جديد يصنع تاريخاً عربياً مشرفاً؟"




السبت، 5 يناير 2013

مشوار إلى الأعماق ...

منذ عامنا الدراسي الثاني كان هناك جولة محددة يجب علينا الذهاب اليها ... الى معالم مدينة الناصرة (مدينتي التي اعشق كل ما فيها) لكن هذه الجولات ما عادت تكفي ادماني لمعرفة هذه المدينة، فانا أعلم ان في كل مكان تبقى هناك اسرار لم تفشى تخبئها الجدران حتى ولو كنت تعيش فيه منذ زمن ...

اليوم كانت جولتي مختلفة إلى الناصرة مع المرشد الرائع أحمد مروات الذي قام بتنظيم جولة لكل من يحب التعرف لوجه مختلف لهذه المدينة التي ايقنت اليوم انها لم تتوقف عن عيش السيد المسيح فيها بل حملت من كل حقبة تاريخية ميزة، اليوم تعرفت عليها أحببت أن اشارككم بها:


منزل مؤسس المدرسة الانجيلية في المدينة



مدخنة أول فرن في الناصرة



مطل على المدينة 




والعديد من الجولات المذهلة التي لكل منهم حكاية سنرويها معاً في كل مرة